نام کتاب : ما وراء الفقه نویسنده : السيد محمد الصدر جلد : 1 صفحه : 103
6 - ما يأتي من الضرر من المتسلطين كشيوخ العشائر أو مدراء المعامل أو المزارع ونحوها . وقد يكون بحق أو بباطل . 7 - ما يرد من الحكومات المستبدة الظالمة على شعوبها ، أو غير شعوبها أحياناً . 8 - ما يأتي من الدس والضرر من الاستعمار والصهيونية العالمية ، ضد الشعوب الآمنة والضعيفة ، والعزل عن السلاح . فهذا أيضاً مجمل ما يصل من الضرر على الأفراد من بعضهم البعض . وقد كانت ولا زالت الدنيا مسرحاً للتكالب بين أفرادها وسيطرة القوي على الضعيف . إلَّا من عصم الله سبحانه . وكل هذه الأنواع من الإضرار تقابلها أنواع من ردود الفعل تختلف في معتقدات الأفراد والمجتمعات . وقد جعل الله سبحانه في شريعته الإسلامية رد فعل معين ضد عدد من هذه الأنواع ، وهو التقية . وهو رد الفعل السلبي المأمور به في الشريعة ، على حين أنَّ رد الفعل الإيجابي هو الجهاد بمختلف مستوياته . إلَّا أنَّ الشيء النافذ المفعول فعلًا علينا ، والمأمور به من قبل قادتنا المعصومين - عليهم السَّلام - ، هو العمل بالتقية . إلى أمد لا يعلمه إلَّا علام الغيوب جلّ جلاله . وإذا عمَّمنا مفهوم التقية لبعض أو لكثير ممَّا يأتي من النفس من إضرار ، ولكثير ممَّا يأتي من الآخرين من إضرار استطعنا ، وبكل وضوح وعمق أن نعرف مدى الحكمة والدقة المعمولة في تشريعها . ولأجل الإيضاح وتفصيل بعض ما هو مجمل في ذهن القاري الكريم ، يمكن أن نشير إلى الفوائد الرئيسية من التقية : أولًا : دفع ضرر النفس الناتج من وساوس الشيطان . وذلك بالاعتقاد بفساده ومحاولة عصيانه جهد الإمكان . ثانياً : دفع ضررها الناتج من الجزع من البلاء ، وذلك بترويحها أحياناً في شيء من النزهات الطبيعية ونحوها . ثالثاً : دفع الضرر الناتج من قلة الصبر على الطاعات . وذلك بتقليلها بمقدار ما . إذا لم يكن الأمر متعلقاً بالواجبات والمحرمات . ولذا ورد أنَّ الإمام الكاظم - عليه السَّلام - ، كان يترك النوافل عند
103
نام کتاب : ما وراء الفقه نویسنده : السيد محمد الصدر جلد : 1 صفحه : 103