وفي معناه أخبار أخر فلاحظ الدرّ المنثور 3 / 231 . إلى غير ذلك من الأخبار . فهذه الأخبار - كما ترى - تدلّ على أنّ معنى اتّخاذهم الرهبان والأحبار أربابا من دون اللَّه هو الطاعة لهم في معصية اللَّه ، وليس معناه أنّهم اعتقدوا أنّ الأحبار والرهبان آلهة السماوات والأرضين ، ومع ذلك أطلق الشرك على الطاعة لهم . فعلى هذا يوجب وهنا في مزعمة اليهود والنصارى في العزير والمسيح كما لا يخفى . إلَّا أن يقال : إنّ غاية ما تقتضيه الأخبار إنّما هي بالنسبة إلى أحبارهم ورهبانهم ، وأمّا بالنسبة إلى العزير والمسيح عليهم السّلام فلا ، فيمكن أن يقال : إنّ اليهود اعتقدوا أنّ العزير ابن اللَّه كما قال تعالى * ( قالَتِ الْيَهُودُ عُزَيْرٌ ابْنُ الله ) * [1] . والنصارى اعتقدوا أنّ المسيح هو اللَّه كما يظهر من قوله تعالى * ( أَأَنْتَ قُلْتَ لِلنَّاسِ اتَّخِذُونِي وأُمِّي إِلهَيْنِ ) * [2] وقوله تعالى في الآية * ( الْمَسِيحُ ابْنُ الله ) * [3] وقوله تعالى * ( لَقَدْ كَفَرَ الَّذِينَ قالُوا إِنَّ الله ثالِثُ ثَلاثَةٍ ) * [4] إلى غير ذلك من الآيات . اللَّهم إلَّا أن يقال كما قيل : إنّ قولهم هذا في المسيح مذهب اليعقوبيّة من النصارى لا كلَّهم ، لأنّهم قالوا إنّ اللَّه اتّحد بالمسيح اتّحاد الذات ، فصار شيئا واحدا ، وصار الناسوت لاهوتا ، وذلك قولهم : إنّه الإله ، فلا يمكن إثبات الشرك لجميع طوائف النصارى .