يلائم حملها على ذلك في الآية الشريفة ، لكونها وردت مفردة ، والمحمول عليه - وهم المشركون - جمع ولا بدّ من المطابقة بينهما كما لا يخفى . إلَّا أن يراد من النجس الجنس ، كما عن شيخنا الأعظم الأنصاريّ قدّس سرّه في طهارته ، والجنس يساعد معنى الجمع ، فهو وإن كان مفردا بحسب اللَّفظ لكنّه جمع بحسب المعنى فتأمّل . وبالجملة يستفاد من حمل النجس على المشركين نجاستهم الذاتيّة ، سواء أريد من النجس المصدر ، أو الجنس ، فيكون قوله تعالى * ( إِنَّمَا الْمُشْرِكُونَ نَجَسٌ ) * ، وزان قولك الكلب نجس ، والخنزير نجس ، فكما يستفاد منهما نجاستهما الذاتيّتين بوضوح ، وبأصرح بيان ، فكذلك يستفاد نجاسة المشركين ، وأنّهم محكومون بالنجاسة بلحاظ ذواتهم ، لا بلحاظ عروض النجاسات عليهم . وثانيا : إن أبيت عمّا ذكرنا ورأيت أنّ حمل النجس على الذات لا بدّ من التقدير ، وأنّ المراد بالآية الشريفة إنّما المشركون ذووا نجاسة ، فمع ذلك يمكن الاستدلال بها لنجاستهم الذاتيّة ، إذا النجاسة العرضيّة إنّما تكون بملاقاة الأعيان النجسة مع عدم استعمال المطهّر ، فإطلاق كونهم ذوي نجاسة حتّى مع عدم ملاقاة الأعيان النجسة يدل على نجاستهم الذاتيّة كما لا يخفى . هذا تمام الكلام في الأمر الأوّل ، فقد ظهر لك تماميّة دلالة الآية الشريفة على نجاسة المشركين ، وأنّ ذواتهم محكومة بالنجاسة المصطلحة . وأمّا الأمر الثاني : وهو أنّه على تقدير دلالة الآية الشريفة على نجاسة المشركين ، هل يستفاد منها نجاسة أهل الكتاب أم لا ؟ فنقول : يستدلّ بالآية الشريفة على نجاسة أهل الكتاب بأنّ المستفاد منها نجاسة