والمتأخّرين غير مشهور لديهم ، وقد أشرنا إلى أسماء القائلين بطهارتهم من القدماء والمتأخّرين . كلمة من المحقق الهمداني قدّس سرّه ولقد أجاد الفقيه الهمدانيّ قدّس سرّه في مسألة ظهور الفتوى بعدم انفعال ماء البئر ما حاصله . فإنّه ذكر أوّلا اشتهار القول بانفعال ماء البئر بل إجماعهم عليه ، بل عدّوا ذلك من دين الإماميّة ، وعدّوا الأخبار الدالة على الطهارة وعدم انفعال ماء البئر معرضا عنها ، فحيث إنّ إجماعهم لم يكن بحيث يكشف عن قول المعصوم عليه السّلام ، أو دليل معتبر غير الأخبار الموجودة بين أيدينا ، فكان إجماعهم مدركيّا مستنده الأخبار التي فهموا منها انفعال ماء البئر واجتهدوا فيها ، فحيث إنّ اجتهادهم لم يكن حجّة على من تأخّر عنهم ، فاجتهد المتأخّرون فيها ، ولم يفهموا منها ما فهمه المتقدّمون ، بل استظهروا منها عدم انفعال الماء وطهارته عند ملاقاة النجاسة ، فأعرضوا عن طريقة القدماء ، وهدموا ما أسّسوه مع شدّة اهتمامهم في تصحيح مطالب السابقين والقدماء ، ولكن مع ذلك لم يتجرّؤوا مخالفتهم إلى أنّ تجرّأ بعض وفتح باب المخالفة إلى أنّ اشتهر القول بالطهارة في هذه الأعصار فقال قدّس سرّه : لو لا اشتهار القول بالطهارة في هذه الأعصار لكان الالتزام بها مع قوّتها من حيث المدرك في غاية الجرءة فشكر اللَّه سعي السابقين حيث إنّهم هوّنوا الخطب علينا جزاهم اللَّه عنّا خيرا ، ولعلّ هذا هو السرّ في بقاء القول بالنجاسة على شهرتها في الأعصار السابقة في الأزمنة المتطاولة ، لا لأجل تقليد آحاد العلماء أسلافهم حتّى