وفيه : أنّه كما أشرنا لم يثبت اتّفاقهم على القول بالنجاسة . مضافا إلى أنّه من المستبعد جدا أن يكون صدور الأخبار المستفيضة ، بل المتواترة الدالَّة على الطهارة ، جارية مجرى التقيّة . ومنها : إنّ أخبار الطهارة معرض عنها ، فلا يعتنى بها وإن كانت صحيحة السند ، ومشهور الرواية . وفيه : أنّه كما أشرنا أنّه لم يثبت إعراض الأصحاب عن أخبار الطهارة . مع أنّه قد عرفت عن صاحب مجمع البيان وبعض الأساطين قدّس سرّهما : انّ اشتهار القول بنجاستهم حدث في الغيبة الكبرى بعد معلوميّة طهارة أهل الكتاب ذاتا عند أجلَّاء الرواة إلى زمان الغيبة الصغرى ، فلم تتّصل الشهرة - على تقدير ثبوتها - بزمن المعصوم عليه السّلام فلا يكاد يستكشف منها قول المعصوم ، أو دليل معتبر كما تقدّم . ذكر وتعقيب ولك أن تتفطَّن ممّا ذكرنا ضعف ما عن شيخنا العلَّامة الأنصاريّ قدّس سرّه فإنّه بعد الاعتراف بأظهريّة ما دلّ على طهارة أهل الكتاب ممّا دلّ على نجاستهم ، لم يعمل بأخبار الطهارة لأمرين : 1 - لإعراض المشهور عنها . 2 - ولنقل الإجماعات وارتكاز نجاستهم في أذهان المتشرّعة حتّى العوامّ والنساء ، والصبيان .