نام کتاب : كفاية الأحكام نویسنده : المحقق السبزواري جلد : 1 صفحه : 432
والشيخ أبو عليّ الطبرسي ( رحمه الله ) قال في كتاب مجمع البيان : الفنّ السابع في ذكر ما يستحبّ للقارئ من تحسين اللفظ وتزيين الصوت بقراءة القرآن . ونقل روايات من طريق العامّة حتّى نقل رواية عبد الرحمن بن السائب قال : قدم علينا سعد بن أبي وقّاص فأتيته مسلّماً عليه فقال : مرحباً يا بن أخي ! بلغني أنّك حسن الصوت بالقرآن . قلت : نعم والحمد لله . قال : فإنّي سمعتُ رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) يقول : إنّ القرآن نزل بالحزن ، فإذا قرأتموه فابكوا ، فإن لم تبكوا فتباكوا وتغنّوا به ، فمن لم يتغنّ بالقرآن فليس منّا . قال : وتأوّل بعضهم بمعنى استغنوا به ، وأكثر العلماء على أنّه تزيين الصوت وتحزينه [1] . انتهى . وهذا يدلّ على أنّ تحسين الصوت بالقرآن والتغنّي به مستحبّ عنده وأنّ خلاف ذلك لم يكن معروفاً بين القدماء ، وكلام السيّد المرتضى في الغرر والدرر لا يخلو عن إشعار واضح بذلك [2] . وفي الكافي باب ترتيل القرآن بالصوت الحسن [3] وأورد أكثر الأخبار المذكورة ، وأنت تعلم طريقة القدماء . وحينئذ نقول : يمكن الجمع بين هذه الأخبار والأخبار الكثيرة الدالّة على تحريم الغناء بوجهين : أحدهما : تخصيص تلك الأخبار بما عدا القرآن ، وحمل ما يدلّ على ذمّ التغنّي بالقرآن على قراءة تكون على سبيل اللهو كما يصنعه الفسّاق في غنائهم . ويؤيّده رواية عبد الله بن سنان المذكورة ، فإنّ في صدر الخبر الأمر بقراءة القرآن بألحان العرب ، واللحن هو الغناء ، ثمّ بعد ذلك المنع من القراءة بلحون أهل الفسق ، ثمّ قوله : سيجيء من بعدي أقوام يرجّعون القرآن ترجيع الغناء . وثانيهما : أن يقال : المذكور في تلك الأخبار الغناء ، والمفرد المعرّف باللام لا يدلّ على العموم لغةً ، وعمومه إنّما يستنبط من حيث إنّه لا قرينة على إرادة