على ريح الماء . فهذا الخبر يمكن أن يحمل قوله : « راوية من ماء » إذا كان مقدارها كرا فإنه إذا كان كذلك لا ينجّسه شيء مما يقع فيه ، ويكون قوله : « إذا تفسّخ فيها فلا تشرب ولا تتوضأ » محمولا على أنه إذا تغيّر أحد أوصاف الماء ، وكذلك القول في الجرّة وحبّ الماء والقربة ، وليس لأحد أن يقول انّ الجرة والحب والقربة و « الراوية » لا يسع شيء من ذلك كرا من الماء ، لأنه ليس في الخبر أنّ جرة واحدة ذلك حكمها ، بل ذكرها . بالألف واللام ، وذلك يدل على العموم عند كثير من أهل اللغة ، وإذا احتمل ذلك لم يناف ما قدّمناه من الأخبار . [ الحديث الثامن ] 8 - وأما ما رواه الحسين ( 1 ) بن سعيد عن عثمان بن عيسى عن سماعة [1]

[ 1 ] لوقوع عثمان بن عيسى الرؤاسي وسماعة بن مهران في سلسلة السند ، أما عثمان ، فإنه كان شيخ الواقفة ووجهها وأحد الوكلاء المستبدين بمال موسى بن جعفر ( عليهما السلام ) ، كذا ذكره النجاشي عن الكشي ، وحكى توبته عن نصر بن الصباح وأنه بعث إلى الرضا ( عليه السّلام ) بالمال . وأما سماعة فقد حكي عن الصدوق ( ره ) كونه واقفيا لكن استبعده بل نفاه سيّدنا الخوئي في المعجم فراجع 8 / 10299 وسيأتي له مزيد توضيح في ذيل الحديث ( 47 ) ص 190 فراجع [ 2 ] لعلّ وجه البعد أنّ مقتضى هذا الحمل أن يكون هذا الماء ( الذي بال فيه حمار
[1] التهذيب ج 1 ص 40 ح 110 .

126