وهو ما رواه في الكافي في الصحيح أو الحسن عن نوح بن شعيب ومحمّد بن الحسن ، قال : سأل ابن أبي العوجاء هشام بن الحكم فقال له : أليس اللَّه حكيما ؟ قال : بل هو أحكم الحاكمين ، قال : فأخبرني عن قول اللَّه عزّ وجلّ : * ( فَانْكِحُوا ما طابَ لَكُمْ مِنَ النِّساءِ مَثْنى وثُلاثَ ورُباعَ فَإِنْ خِفْتُمْ أَلَّا تَعْدِلُوا فَواحِدَةً ) * [1] أليس هذا فرض ؟ قال : بلى . قال : فأخبرني عن قوله اللَّه عزّ وجلّ : * ( ولَنْ تَسْتَطِيعُوا أَنْ تَعْدِلُوا بَيْنَ النِّساءِ ولَوْ حَرَصْتُمْ فَلا تَمِيلُوا كُلَّ الْمَيْلِ فَتَذَرُوها كَالْمُعَلَّقَةِ ) * أيّ حكيم يتكلَّم بهذا ؟ فلم يكن عنده جواب فرحل إلى المدينة إلى أبي عبد اللَّه عليه السّلام ، فقال عليه السّلام : يا هشام في غير وقت حجّ ولا عمرة ؟ قال : نعم جعلت فداك لأمر أهمّني ، إنّ أبي العوجاء سألني عن مسألة لم يكن عندي فيها شيء . قال عليه السّلام : وما هي ؟ فأخبره بالقصّة ، فقال أبو عبد اللَّه عليه السّلام : أمّا قوله : * ( فَانْكِحُوا ما طابَ لَكُمْ مِنَ النِّساءِ مَثْنى وثُلاثَ ورُباعَ فَإِنْ خِفْتُمْ أَلَّا تَعْدِلُوا فَواحِدَةً ) * يعني في النفقة ، وأمّا قوله تعالى : * ( ولَنْ تَسْتَطِيعُوا أَنْ تَعْدِلُوا بَيْنَ النِّساءِ ولَوْ حَرَصْتُمْ فَلا تَمِيلُوا كُلَّ الْمَيْلِ ) * [2] يعني في المودّة . قال : فلمّا قدم عليه هشام بهذا الجواب وأخبره قال : واللَّه ما هذا من عندك [3] . وقد ذكر صاحب الحدائق في هامش الحدائق أنّه روى هذه القصّة عليّ بن
[1] سورة النساء : الآية 3 . [2] سورة النساء : الآية 129 . [3] الكافي 5 : 362 ، الحديث الأوّل .