العقلاء على أصل الصحّة محرزا لو لم نقل أنّ عدمه محرز . ألا ترى أنّك لو رأيت أحدا مشغولا بصلاة القضاء ولكن شككت أنّه يفعل القضاء الاحتياطي أو الجزمي فليس هنا أصل يعيّن الثاني ، بخلاف ما إذا شككت في بطلان صلاته من جهة اختلال بعض الأجزاء أو الشرائط ، فإنّك تبني على صحّة عمله من هذه الجهة بخلاف الجهة الأولى . وإذن فلم نجد أصلا موافقا للزوجة كما ذكروه ، وعلى تقدير صحّة ما قالوه فهنا احتمالات في استحقاق المهر : أحدها : أن يكون المهران بتمامهما مستحقّين لها بأن حصل الدخول عقيب كلّ من التزويجين . ثانيها : أن لا يكون شيء منهما مستحقّا لها بأن يكون تحقّق الفراق بينهما في كلّ من التزويجين بسبب الفسخ بالعيب قبل الدخول . ثالثها : أن يكون المستحقّ مهرا واحدا ، نصفا من هذا ، ونصفا من ذاك بأن تحقّق الطلاق قبل الدخول عقيب كلّ منهما . ورابعها : أن يكون مهرا ونصفا ، بأن يكون الطلاق قبل الدخول متحقّقا عقيب واحد دون آخر . خامسها : أن يكون نصف مهر فقط ، بأن يكون الطلاق قبل الدخول متحقّقا عقيب واحد والفسخ بأحد العيوب عقيب آخر . ولا شكّ أنّه بناء على المختار من ملكيّة تمام المهر بالعقد يكون مقتضى الأصل هو الاحتمال الأوّل لأصالة عدم تحقّق المزيل للكلّ أو النصف ، وإنّما الثابت مطلق الفراق ، والعامّ لا يدلّ على الخاصّ ، فمن الممكن أن لا يكون بالطلاق قبل الدخول ولا بالفسخ قبله ، هذا كلَّه مع سكوته .