عليّ تسأل عن كشف الرأس بين يدي الخادم ، وقالت له : إنّ شيعتك اختلفوا عليّ ، فقال بعضهم : لا بأس ، وقال بعضهم : لا يحلّ ؟ فكتب عليه السّلام : سألت عن كشف الرأس بين يدي الخادم ، لا تكشفي رأسك بين يديه ، فإنّ ذلك مكروه » [1] . وفي رواية قرب الإسناد عن عليّ عليه السّلام أنّه كان يقول : « لا ينظر العبد إلى شعر سيّدته » [2] . نعم في رواية معاوية بن عمّار الذي هو وجه في أصحابنا كبير الشأن ، عظيم المحلّ ، ثقة ، على ما قاله النجاشي والعلَّامة قدّس سرهما ، وكان أبوه عمّار مكنّى بأبي معاوية ثقة في العامّة وجها كما قالاه أيضا ، قال : « كنّا عند أبي عبد اللَّه عليه السّلام نحوا من ثلاثين رجلا إذ دخل أبي ، فرحّب به - إلى أن قال : - فقال له : هذا ابنك ؟ قال : نعم ، وهو يزعم أنّ أهل المدينة يصنعون شيئا لا يحلّ لهم ، قال : وما هو ؟ قال : المرأة القرشيّة والهاشميّة تركب وتضع يدها على رأس الأسود وذراعها على عنقه ، فقال أبو عبد اللَّه عليه السّلام : يا بنيّ ، أما تقرأ القرآن ؟ قلت : بلى ، قال : اقرأ هذه الآية : * ( لا جُناحَ عَلَيْهِنَّ فِي آبائِهِنَّ ولا أَبْنائِهِنَّ ) * حتّى بلغ : * ( ولا ما مَلَكَتْ أَيْمانُهُنَّ ) * ، ثمّ قال : يا بنيّ ، لا بأس أن يرى المملوك الشعر والساق » [3] . وهذه الرواية يستشمّ منها رائحة التقيّة فإنّ عمّارا كما عرفت كان من عظماء العامّة ، والنساء القرشيّات والهاشميّات اللائي كنّ يصنعن ما ذكر معلوم أنّهنّ من العباسيات اللاتي كانت السلطنة في بيوتهنّ يومئذ ، ومعاوية كان من
[1] الوسائل : كتاب النكاح ، الباب 124 من أبواب مقدّمات النكاح وآدابه ، الحديث 7 . [2] الوسائل : كتاب النكاح ، الباب 124 من أبواب مقدّمات النكاح وآدابه ، الحديث 8 . [3] الوسائل : كتاب النكاح ، الباب 124 من أبواب مقدّمات النكاح وآدابه ، الحديث 5 .