المقصد الثاني الإمساك والمفارقة الإمساك والمفارقة موضوعان عرفيّان يعرفهما العرف ، وقد يكونان بالقول ، وقد يكونان بالفعل ، فلا حاجة إلى إطالة البحث في ذلك ، نعم لا يكفي النيّة القلبيّة فإنّهما أمران خارجيّان . والذي ينبغي البحث عنه تحقيق أنّ هنا حقّا مؤتلفا مركَّبا من الأمرين ، بحيث لو انفكّ أحد من الإمساك والمفارقة عن الآخر لا ينطبق الكلَّي على الخارج ، أو أنّ هنا حقّين : أحدهما بالتطبيق ، والآخر بالمفارقة ، أو أنّ هنا حقّا واحدا وهو المفارقة ، أو حقّا واحدا وهو الإمساك ؟ الظاهر هو الأخير ، فإنّ الأشخاص كما عرفت قد بطلت زوجيّتها بواسطة بطلان الترجيح بلا مرجّح وبطلان الجمع ، فهي كلَّها مفارقات ، فلا حاجة إلى المفارقة عنها ، بل المحتاج إليه هو التطبيق الكلَّي الباقي زوجيّته على أربعة من الأشخاص . ومنه يظهر بطلان الوجوه الثلاثة المتقدّمة كلَّها ، حتّى أنّه لو أنشأ مفارقة البعض قبل اختيار غيرهنّ فلا وجه لعدم إمكان اختياره لهنّ فإنّ الظاهر أنّه إنّما