السبب الثالث من أسباب التحريم المصاهرة وأمّا السبب الثالث من أسباب التحريم فهو المصاهرة ، وهي تتحقّق مع الوطي الصحيح ، ويشكل مع الزنا والوطي بالشبهة والنظر واللمس ، فالبحث حينئذ في الأمور الأربعة . أمّا النكاح الصحيح ، فمن وطي امرأة بالعقد الصحيح أو الملك حرّم على الواطي أمّ الموطوءة وإن علت ، وبناتها وإن سفلن تحريما مؤبّدا ، ولو تجرّد العقد عن الوطي حرّمت الزوجة على أبيه وولده ، ولم يحرم بنت الزوجة عينا ، بل جمعا ، ولو فارقها جاز له نكاح بنتها . وهل تحرم أمّها بنفس العقد ؟ فيه روايتان ، أشهرهما أنّها تحرم ، قد يكون منشأ التوهّم أنّ قوله تعالى : * ( مِنْ نِسائِكُمُ اللَّاتِي دَخَلْتُمْ بِهِنَّ ) * [1] راجعا إلى كلتا الفقرتين ، أعني أمّهات نسائكم وربائبكم اللاتي في حجوركم . وهو مضافا إلى أنّه خلاف الظاهر - فإنّ كلمة « من » بناء على الرجوع إلى الربائب ابتدائيّة نشويّة ، وبناء على الرجوع إلى النساء في : « أُمَّهاتُ نِسائِكُمْ » بيانيّة ،