التحريض والترغيب عليه . وهذا غير عنوان التقيّة التي قد عرفت وجوبه . وبالجملة : فالغرض بيان أنّ هنا عناوين مختلفة ، كما أنّ أحكامها - أيضاً كذلك ، كما عرفت . ثمّ إنّ التقيّة - بمعنى كتم الدين وإخفائه عن غير أهله هل تكون واجبة ، أو أنّ الإذاعة التي هي في مقابلها محرّمة ؟ ظاهر بعض الروايات مثل رواية هشام بن سالم المتقدّمة ثبوت كلا الأمرين ؛ بمعنى وجوب التقية وحرمة الإذاعة معاً . ولكن الظاهر أحد الأمرين ؛ لأنّه مع البعث إلى التقيّة لا حاجة إلى الزجر عن ضدّها ، وكذا العكس . نعم لا سبيل لنا إلى إثبات شيء منهما . وتظهر الثمرة فيما إذا عمل على خلاف التقيّة ، كما إذا سجد في الصلاة على التربة الحسينية : فعلى القول بوجوب التقيّة لا وجه لبطلان سجوده المستلزم لبطلان صلاته ؛ لأنّ فعله كان متّحداً مع عنوان الإذاعة ، وهي على هذا التقدير غير محرّمة ، ووجوب التقيّة لا يستلزم حرمة نقيضها ، فضلًا عن ضدّها ، كما حقّق في محلَّه [1] . وأمّا على القول بحرمة الإذاعة فصحّة عبادته وفسادها - في الفرض المزبور تبتني على النزاع المعروف في الأُصول ، وهو جواز اجتماع الأمر والنهي وعدمه : فعلى القول بالجواز - كما هو مقتضى التحقيق [2] لا وجه لبطلان العبادة ،
[1] انظر مناهج الوصول 2 : 9 ، تهذيب الأُصول 1 : 287 . [2] انظر مناهج الوصول 2 : 128 131 ، تهذيب الأُصول 1 : 391 .