الدائرة تخالف ما عليه المشهور ، لا سيّما بعد ذكر العرض فقط في مقابل العمق . ولو سُلَّم التعميم - باعتبار أنّ السؤال إنّما وقع عن مقدار الكُرّ مطلقاً ؛ من دون تقييد بالماء الموجود في الرّكي فلا محالة لا يكون المورد خارجاً عن ذلك الحكم العامّ ، كما هو واضح ، إلَّا أنّ سند الرواية لا تخلو عن ضعف باعتبار الحسن بن صالح [1] . والرواية التي قبل هذه الرواية وإن كانت ظاهرة - بل صريحة في ثلاثة أشبار - لا أزيد إلَّا أنّها أيضاً لا تخلو عن ضعف من حيث السند ؛ لأنّه قد رواها في " الكافي " عن ابن سنان ، عن إسماعيل بن جابر [2] ، ورواها الشيخ تارة عن عبد الله بن سنان ، عن إسماعيل بن جابر [3] ، وأُخرى عن محمّد بن سنان ، عن إسماعيل بن جابر [4] ، ومن المعلوم أنّها رواية واحدة ، وحينئذٍ فيتردّد الأمر بين أن يكون الراوي عن إسماعيل بن جابر ، هو عبد الله بن سنان الذي هو موثّق بلا إشكال [5] ، وبين أن يكون الراوي عنه هو محمّد بن سنان ، المطعون في أكثر كتب الرجال [6] ، ولم يقل أحد بوثاقته إلَّا المفيد ( قدّس سرّه ) في بعض كلماته [7] ، وظنّي أنّه نصّ على قدحه في البعض الآخر من كلماته [8] .
[1] الحسن بن صالح مجهول ذكره الشيخ الطوسي في أصحاب الكاظم ( عليه السّلام ) . رجال الطوسي : 348 / 19 . [2] الكافي 3 : 3 / 7 . [3] تهذيب الأحكام 1 : 41 / 115 . [4] تهذيب الأحكام 1 : 37 / 101 . [5] رجال النجاشي : 214 / 558 ، الفهرست : 101 / 423 ، مجمع الرجال 4 : 2 . [6] رجال النجاشي : 328 / 888 ، الفهرست : 143 / 609 ، رجال الطوسي : 386 / 7 . [7] الإرشاد 2 : 248 . [8] رسالة الردّ على أهل العدد والرؤية ، ضمن مصنّفات الشيخ المفيد 9 : 20 ، انظر تنقيح المقال 3 : 124 125 .