خصوصاً بعد ما عرفت من أنّ المتعارف في تلك الحياض الصغيرة كون مائها قليلًا غير بالغ حدّ الكرّ غالباً [1] . في اعتبار كرّيّة المادّة ثمّ إنّه هل يعتبر أن يكون ما في المادّة كُرّاً أم لا ؟ وعلى التقدير الثاني ، فهل يعتبر بلوغ المجموع من الموجود في الحياض وما في المادّة كرّاً أم لا ؟ وعلى التقدير الأوّل ، فهل يُعتبر ذلك مطلقاً ، أو تشترط الكُرّيّة في رفع النجاسة ، وأمّا الدفع فيكفي مطلقاً ولو لم يكن كُرّاً ؟ وجوه بل أقوال . قد يقال باعتبار بلوغ الكُرّيّة مطلقاً [2] ، وربما ينسب هذا القول إلى المشهور [3] . ويُوجّه : بأنّ الإطلاق في قوله ( عليه السّلام ) هو بمنزلة الماء الجاري [4] وإن كان موجباً للحكم بعدم انفعاله واعتصامه بالمادّة مطلقاً سواء كانت المادّة بالغة حدّ الكُرّ أو غير بالغة إلَّا أنّه منزّل على ما هو المتعارف ، ومن المعلوم أنّ الماء الموجود في المادّة في أغلب الحمّامات ، ربما يزيد على عشرين كُرّاً ، فضلًا عن كُرّ واحد ، كيف لا ، مع أنّ وضع الحمّامات المتعارفة على وجه لو أُضيف إلى الماء الموجود في المادّة كُرّ أو أزيد ، لا يؤثّر في تبريد مائها . ومن قال : إنّ زيادتها على الكُرّ إنّما هو في أوائل الاستعمال ، وأمّا في أواخره فربما ينقص عن الكُرّ [5] .