responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : كتاب الطهارة نویسنده : الشيخ محمد علي الأراكي    جلد : 1  صفحه : 535


وأمّا الغلاة فإن كانوا معتقدين أنّ عليّا - عليه السّلام - إله ، وأنّ الله تعالى ليس بإله ، فهم منكرون للألوهيّة للباري تعالى ، وإن كانوا معتقدين أنّه - صلوات الله عليه - شريك لله ، وإله آخر غير الله فهذا شرك ، فلا إشكال في كفرهم ونجاستهم على هذين الفرضين ، وإن كانوا مثبتين للألوهيّة لذات الباري ونافين للشريك له ، ولكن اعتقدوا أنّ الله قد حلّ في جسد عليّ - عليه السّلام - نظير ما زعمه النصارى في المسيح - فإنّ الظاهر أنّهم قائلون بحلول الله في هيكل المسيح - فهذا المعنى كفر ، ووجهه أنّه إنكار لضروري الدين لا من جهة إثبات المكان له تعالى ، فإنّه ليس ذلك في بدو الإسلام من الضروريات ولا من جهة تحديده سبحانه ، حيث إنّ لازمة كونه تعالى في نقطة معيّنة دون سائر النقاط ، فإنّ هذا المعنى أيضا لم يكن ضروريا .
نعم هذان الأمران أعني : نفي المكان له ، ونفي محدوديّته تعالى صارا من جملة ضروريات مذهبنا في زماننا هذا ، وأما في بدو الإسلام ، فالظاهر عدم تبيّن صفات الله بهذه الكيفيّة التي صارت في الأيدي في هذا الزمان ، فإنّه من بركات كلمات الأمير . وفي زمن النبي لم ينكشف على هذا النحو حتّى روي في التفاسير عند تفسير قوله : « قَدْ سَمِعَ الله قَوْلَ الَّتِي . . » أنّ عائشة مع كونها زوجة النبي تعجبت من ذلك ، وأنّ النجوى التي لم أسمعها مع قربي كيف سمعها الله مع بعده عن هذا المكان ، وتمكَّنه فوق عرشه .
وبالجملة : لا يبعد القول بأنّ مثل عدم تحيّزه تعالى وعدم محدوديّته إنّما انكشفا ببركة كلمات الأمير ، مع أنّهما في هذا الزمان أيضا ليسا من ضروريات الدين ، بل يكونان من ضروريات المذهب ، وإلَّا أمكن اختلاف الزمان في حصول الضرورة ، بأن يقال : إنّهما وإن لم يبلغا في زمن النبيّ مرتبة الضرورة ، لكن لا ينافي

535

نام کتاب : كتاب الطهارة نویسنده : الشيخ محمد علي الأراكي    جلد : 1  صفحه : 535
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست