وروى الصدوق أنّه سئل الصادق - عليه السلام - عن الماء الساكن يكون فيه الجيفة ؟ قال يتوضّأ من الجانب الآخر ولا يتوضّأ من جانب الجيفة [1] . قال : وأتى أهل البادية رسول الله صلى الله عليه وآله فقالوا : يا رسول الله صلى الله عليه وآله إنّ حياضنا هذه تردها السباع والكلاب والبهائم ، فقال لهم رسول الله صلى الله عليه وآله : « لها ما أخذت أفواهها ولكم سائر ذلك » [2] ، كلتا الفقرتين بإطلاقهما يدلَّان على عدم الانفعال في القليل . وعن شهاب بن عبد ربّه قال : أتيت أبا عبد الله - عليه السلام - أسأله فابتدأني فقال : إن شئت فسل يا شهاب وإن شئت أخبرناك بما جئت له ، قلت : أخبرني ، قال : جئت تسألني عن الغدير يكون في جانبه الجيفة أتوضّأ منه أو لا ، قال : نعم ، قال : توضّأ من الجانب الآخر إلَّا أن يغلب الماء الريح فينتن . وجئت تسأل عن الماء الراكد ممّا لم يكن فيه تغيير وريح غالبة ، قلت : فما التغيّر ؟ قال : الصفرة فتوضّأ منه ، وكلَّما غلب كثرة الماء فهو طاهر إلخ [3] ، دلّ على أنّ المناط غلبة كثرة الماء على وصف النجاسة أو غلبة وصف النجاسة على الماء ، فعلى الأوّل طاهر من غير فرق بين القليل والكثير ، وعلى الثاني نجس كذلك ، فيدل بالإطلاق على عدم الانفعال ، فإنّ الغدير والماء الراكد شاملان على القليل والكثير . وعن صفوان بن مهران الجمال قال : سألت أبا عبد الله - عليه السلام - عن الحياض التي ما بين مكَّة إلى المدينة تردها السباع وتلغ فيها الكلاب وتشرب منها الحمير ويغتسل فيها الجنب ويتوضّأ منها ، قال - عليه السلام - : وكم قدر الماء ؟ قال : إلى
[1] - الوسائل : ب 9 ، من أبواب الماء المطلق ، ص 119 ، ح 9 . [2] - المصدر نفسه : ح 10 . [3] - المصدر نفسه : ح 11 .