نام کتاب : كتاب الطهارة نویسنده : الشيخ الأنصاري جلد : 1 صفحه : 420
ويمكن حمله على أنّ المراد بالحصر في إذاعة السرّ حصر المقصود المهمّ من الكلام في الإفشاء ، فكأنّه لكمال العناية به هو المعنيّ لا غير ، وأمّا الاطَّلاع على العيوب الظاهرة الَّذي تخيّل الناس أنّه المعنيّ لا غير ، بل الاطَّلاع على العيوب الباطنة بالتجسّس عنها الَّذي هو أشدّ من الأوّل ، فكلاهما سهل في جنب الإفشاء ، وبذلك يجمع بينهما وبين موثّقة حنان « قال : دخلت أنا وأبي وعمّي وجدّي حمّاما بالمدينة فإذا رجل دخل بيت المسلخ ، فقال : ممّن القوم ؟ فقلنا : من أهل العراق ، قال : وأيّ العراق ؟ قلنا : كوفيّون ، قال : مرحبا بكم يا أهل الكوفة ! أنتم الشعار دون الدثار ثمّ قال : ما يمنعكم من الأزر ؟ فإنّ رسول الله صلَّى الله عليه وآله وسلَّم قال : عورة المؤمن على المؤمن حرام ( إلى أنّ قال ) فسألنا عن الرجل ؟ فإذا هو عليّ بن الحسين عليه السلام « [1] . أقول : وقد ورد في غير واحد من الأخبار ما يظهر منه الكراهة . منها : المحكيّ في الفقيه عن النبيّ صلَّى الله عليه وآله وسلَّم : « انّه كره دخول الحمّام إلَّا بمئزر » [2] ونحوه نبويّ آخر [3] . وموثّقة ابن أبي يعفور ، قال : « سألت أبا عبد الله عليه السلام أيتجرّد الرجل عند صبّ الماء ترى عورته ، أو يصبّ عليه الماء ، أو يرى هو عورة الناس ؟ فقال : كان أبي عليه السلام يكره ذلك من كلّ أحد » [4] .
[1] الكافي 6 : 497 باب الحمّام ، الحديث 8 . وأورد قطعا منه في الوسائل 1 : 368 ، الباب 9 من أبواب آداب الحمّام ، الحديث 4 . [2] الفقيه 4 : 357 ، والوسائل 1 : 369 ، الباب 9 من أبواب آداب الحمّام ، الحديث 8 . [3] الفقيه 4 : 7 ، والوسائل 1 : 369 ، الباب 9 من أبواب آداب الحمّام ، الحديث 9 . [4] الوسائل 1 : 364 ، الباب 3 من أبواب آداب الحمّام ، الحديث 3 .
420
نام کتاب : كتاب الطهارة نویسنده : الشيخ الأنصاري جلد : 1 صفحه : 420