نام کتاب : كتاب الصوم ، الأول نویسنده : الشيخ الأنصاري جلد : 1 صفحه : 311
إسم الكتاب : كتاب الصوم ، الأول ( عدد الصفحات : 315)
مطيعا ، بل اعتبار هذا القدر [1] محل الكلام ، لحكم كثير منهم بعدم قدح نية الافطار إذا لم يفطر وجدد النية بعدها . ولعل مما ذكرنا يظهر الجواب عما يقال : من أن التكليف بالأمر المركب يستدعي كون كل جزء منه مقدورا ، فما لم يقدر على بعض أجزائه لم يحسن التكليف بهذا المركب ، لأن مقتضى عدم القدرة على هذا البعض عدم كون تركه الموجب لترك المركب سببا للعقاب ، ومقتضى التكليف بالمركب استحقاق العقاب على تركه . وإذا عرض الاغماء في الأثناء زال قدرته على الامساك في هذا الجزء ، فلا يحس تكليفه بالصوم - الذي هو عبارة عن الامساك في مجموع النهار - . فمن علم الله سبحانه بأنه يغمى ( عليه ) [2] في أثناء النهار ، فليس مكلفا بالصوم في متن الواقع - بناء على قبح الأمر مع علم الآمر بانتفاء الشرط - وإن وجب عليه في الظاهر - قبل حصول الاغماء - الامساك عن المفطرات ، إلا أن عروضه كاشف عن عدم وجوبه . توضيح الجواب [3] - على وجه لا يبقى مع شك وارتياب - أن قوله تعالى : ( ثم أتموا الصيام إلى الليل ) [4] خطاب عام ، ومعناه : ، أنه يجب عليكم أيها البالغون العاقلون الملتفتون إلى توجه الخطاب أن تمسكوا عن الأمور المخصوصة طول اليوم ، فإذا عرضنا هذا التكليف على العقل - الذي هو الحاكم بوجوب إطاعة الله سبحانه - وجدناه حاكما بأنه يجب عليكم أن لا ترتكبوا عمدا شيئا مما وجب امساكه عليكم فإذا فعلتم ذلك فقد أطعتم الله وامتثلتم
[1] في " ع " : المقدار . [2] الزيادة اقتضاها السياق . [3] في " ج " : توجيه الجواب . [4] البقرة 2 / 186 .
311
نام کتاب : كتاب الصوم ، الأول نویسنده : الشيخ الأنصاري جلد : 1 صفحه : 311