آخره بمقدار أربع ركعات أيضا بالعشاء . ولا يجري هنا ما تقدّم من وجه الجمع بين أخبار زوال الحمرة والربع ، وبين أخبار النصف من الحمل على الفضيلة والإجزاء ، إذ لا تصريح في هذه الأخبار إلَّا بأنّه متى زال العذر من قبيل الحيض أو النوم أو النسيان وهو في آخر الليل قبل طلوع الفجر يجب إتيان العشاءين ، وليس في هذا المضمون إطلاق بالنسبة إلى المختار حتّى نقول بأنّه يجوز من أوّل الليل تأخير الصلاتين عمدا إلى ما قبل الفجر . نعم قوله في رواية عبيد بن زرارة : لا تفوت صلاة النهار حتّى تغيب الشمس ، ولا صلاة الليل حتّى يطلع الفجر ، ولا صلاة الفجر حتّى تطلع الشمس [1] ليس فيه ذكر لاسم اليوم وشبهه ، ولكنّ التعبير بقوله : لا تفوت ، غير التعبير بأنّه وقت ، بل إنّما هو كقولنا : ليس بقضاء ، ونحن وإن كنّا وهذا التعبير قلنا بأنّه لا إثم في التأخير عن النصف ، ولكن يمنعنا عن هذا ما اشتمل من الأخبار على أنّ من نام عن العشاء إلى نصف الليل فالملك يقول : « لا أنام الله عينه » [2] ، وفي آخر : « فليقض صلاته فليستغفر الله » [3] ، وفي ثالث : « يصلَّيها ويصبح صائما » [4] ، وفي رابع مرسل : « يقضي ويصبح صائما عقوبة » [5] . وأيضا ما في مرسلة داود بن فرقد من اختصاص مقدار أربع ركعات قبل
[1] الوسائل : كتاب الصلاة ، الباب 10 من أبواب المواقيت ، الحديث 9 . [2] الوسائل : كتاب الصلاة ، الباب 17 من أبواب المواقيت ، الحديث 3 . [3] الوسائل : كتاب الصلاة ، الباب 17 من أبواب المواقيت ، الحديث 5 . [4] الوسائل : كتاب الصلاة ، الباب 29 من أبواب المواقيت ، الحديث 8 . [5] الوسائل : كتاب الصلاة ، الباب 29 من أبواب المواقيت ، الحديث 3 .