أيضا ، فإذا انحدر أزيد من ذلك يرتفع ذلك البياض المغربي وتلك الحمرة المشرقيّة ، ويحدث الحمرة المغربيّة ، وهي أيضا انعكاس شعاع الشمس ، فإذا انحدرت أزيد من ذلك ارتفع ذلك الانعكاس أيضا ، وهذا بعينه هو الحال في طرف الطلوع ، فإنّه متى ظهر الشعاع والبياض في المشرق انعكست الحمرة في المغرب . وهذا هو المراد بقولهم عليهم السّلام في بعض الأخبار : إذا ذهبت الحمرة من هذا الجانب ( وأشار إلى المشرق ) وفي بعضها : من المشرق فقد غابت الشمس من شرق الأرض وغربها [1] ، يعني من شرق أفق هذا المكلَّف وغربة ، فإنّ الشعاع المغربي إذا ارتفع وكذا انعكاسه المشرقي ، فقد حصل غيبوبة الشمس من جميع المشرق والمغرب . وأمّا التعبير بسقوط القرص كما هو الواقع في بعض أخبار الغروب والذهاب فلعلّ المراد به كون الشمس خالية ممّا يترقّب منها من الإنارة ، فالسقوط ليس السقوط الجسماني ، إذ لا يقال على الجسم المنحدر تدريجا أنّه ساقط ، إلَّا إذا وقع دفعة ، فهو كناية عن بطلان آثاره عن وجه الأرض من الإضاءة والإشراق . وعلى كلّ حال ، فإذا قال قائل : إذا غربت الشمس فكذا ، ثمّ قال : مقصودي من غروبها غروب جرمها وشعاعها أعني : الشعاع الذي في المغرب الذي يحصل بانعكاسه الحمرة في المشرق ويلازم ذهابه مع ذهاب الحمرة ، فليس استعماله الغروب في هذه المرتبة من الخفاء كاستعمال لفظة « الأسد » في الكتاب ممّا لا مأنوسيّة له في الاستعمال ويعدّ غلطا ، بل يكون ممّا يقبله الطبع ويستحسنه ، فإذا تحقّق القبول الطبعي والتوسّع المجازي والمفروض ثبوت نسبة الحكومة والشارحيّة
[1] الوسائل : كتاب الصلاة ، الباب 16 من أبواب المواقيت ، الحديث 1 .