responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : كتاب الصلاة نویسنده : الشيخ محمد علي الأراكي    جلد : 1  صفحه : 70


فإنّه لو كان المراد من الغروب هو الغيبوبة عن الحسّ ولو لم يغب شعاعه فهو أمر دائم الانفكاك عن ذهاب الحمرة ، ومعنى هذا الخبر أنّ بينهما الملازمة الدائميّة .
والداعي إلى الخروج عن ظاهر أخبار ذهاب الحمرة من كونها تفسيرا للغيبوبة والغروب إلى هذا الاحتمال أعني : الأمارة العلميّة هو ما مرّ من توهّم أنّ الغروب والذهاب أمران متباينان لا ارتباط وعلاقة بينهما حتّى يصلح إرادة أحدهما من لفظ الآخر ، وحينئذ فيأبى أخبار الغروب عن الحمل على إرادة الذهاب .
مثلا : لو قال القائل : جئني بالأسد ، ثمّ قال : أعني بقولي الأسد الكتاب ، فلا يمكن العمل بهذا الظاهر من الحكومة والشارحيّة ، لعدم قبول لفظ الأسد لهذا الحمل ، بخلاف ما إذا قال : أعني به الرجل الشجاع ، فإنّه لا محيص عن الأخذ بالحاكم ورفع اليد عن ظهور المحكوم ، وما نحن فيه من القبيل الأوّل ، هذا وجه التوهّم ، ولكنّ الحقّ خلافه .
بيان ذلك أنّا نسلَّم أنّ لفظ الغروب لو خلَّي وطبعه ظاهر في غيبوبة الجسم التي هي المحسوسة ولا حاجة لها إلى الشرح ، ولكن نقول : يصحّ استعمال هذه اللفظة تجوّزا وتوسّعا على غيبوبة الجسم وبعض آثاره ، مثلا قولك : زيد قد خفي ، ظاهر في خفاء جسمه ولو بتواريه وراء جدار مع مشهوديّة ظلَّه ، ولكنّ الكلام قابل لأنّ تقول : أعني من الخفاء خفاؤه بآثاره وظلَّه ، بحيث يستعمل هذه اللفظة في هذا المعنى ، لا بطريق الإطلاق والتقييد .
وحينئذ نقول بأوّل مراتب غيبوبة الشمس غيبوبة جرمها عن النظر ، فيقع شعاعه عند المغرب ، ويقع انعكاس هذا الشعاع والبياض إلى جانب المشرق ، فيكون هذا الانعكاس بصورة الحمرة ، كما يرى في بعض الأبنية والجدران العالية

70

نام کتاب : كتاب الصلاة نویسنده : الشيخ محمد علي الأراكي    جلد : 1  صفحه : 70
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست