إن اكتفى بهذا الركوع كان نقصا للركوع المعتبر في الصلاة ، وقد عرفت إيجابه للبطلان ولو كان سهوا ، ولو لم يكتف وأتى به ثانيا عن انتصاب كان أيضا موجبا للبطلان من جهة تحقّق الزيادة في صورة الركوع ولو لم يتحقّق زيادة ما هو المعتبر منه في الصلاة . وأمّا لو قلنا بأنّه لا دلالة للإجماع إلَّا على أنّ زيادة الأركان بالكيفيّة التي اعتبرت في الصلاة بتلك الكيفيّة موجبة للبطلان ، فلو أتى في الفرض بالركوع الثاني عن انتصاب صحّت صلاته . ثمّ إنّه يعتبر في القيام أمور : منها : الاستقلال وعدم الاستناد على شيء آخر غير الرجلين كالجدار والشجر ونحوهما ، والدليل عليه أمور : الأوّل : التأسّي بالنبيّ صلَّى الله عليه وآله ، مع قوله صلَّى الله عليه وآله : « صلَّوا كما رأيتموني أصلَّي » [1] . والثاني : صحيحة ابن سنان عن أبي عبد الله عليه السّلام : « قال : لا تستند بخمرك وأنت تصلَّي ، ولا تستند إلى جدار إلَّا أن تكون مريضا » [2] . والخمر بفتحتين ما وراك من شجر أو بناء ونحوه . والثالث : خبر عبد الله بن بكير المرويّ عن قرب الإسناد « قال : سألت أبا عبد الله عليه السّلام عن الصلاة قاعدا أو متوكَّئا على عصا أو حائط ؟ قال عليه السّلام : لا ، ما شأن أبيك وهذا ، ما بلغ أبوك هذا بعد » [3] .
[1] عوالي اللئالي 1 : 198 . [2] الوسائل : كتاب الصلاة ، الباب 10 من أبواب القيام ، الحديث 2 . [3] الوسائل : كتاب الصلاة ، الباب 1 من أبواب القيام ، الحديث 20 .