المصباح ، والحسن بن أبي الحسن الديلمي صاحب إرشاد القلوب وغرر الأخبار وغيرها ، وسبط الطبرسي صاحب مشكاة الأنوار وغيرهم . وإن كان من جهة تفرّده بالفتوى في بعض الفروع ومخالفته لسائر الأصحاب فكم له في ذلك أيضا من نظير ، كفضل بن شاذان ، ويونس بن عبد الرحمن ، وقد قال الشيخ المفيد في المقالات : ولم يوحشني من خالف فيه ، إذ بالحجّة لي أتمّ انس ولا وحشة من حقّ ، وقال السيّد المرتضى في بعض رسائله : لا يوجب أن يوحش من المذهب قلَّة الذاهب إليه والعاثر عليه ، بل ينبغي أن لا يوحش منه إلَّا ما لا دلالة له تعضده ولا حجّة تعمده . وإن كان من جهة إفتائه بتحريم المتعة الذي خلافه ضروري المذهب فقد عرفت أنّه قد اتّقى في هذا المقام ، مع أنّه أظهر في خفايا كلامه ما هو الثابت الصحيح عنده ، وقد ذكرنا لك موضعه . وإن كان من جهة مجهوليّة حاله من حيث الوثاقة والأمانة - ولو فرض كونه شيعيّا إماميّا اثنا عشريّا - فقد عرفت أوّلا : شهادة التتبّع في كتابه الدعائم وشرح الأخبار الذي هو من نفائس الكتب على كثرة فضله وطول باعه وخلوص ولائه ، وأمّا دعائمه فكلَّه في فقه الإماميّة وفروعها وأحكامها مستدلَّا عليها بأخبار أهل البيت عليهم السّلام على أحسن نظم وترتيب ، بل ليس في أيدينا من علماء تلك الأعصار ما يشبهه في الوضع والتتبّع مفتتحا بمسائل في الإمامة وشروطها وفضائل الأئمة عليهم السّلام ووصاياهم وشرح عدم جواز أخذ الأحكام الدينيّة عن غيرهم كسائر كتب أصحابنا في هذا الباب . وثانيا : أنّ مثل العلَّامة الكراجكي قد لخّص كتاب دعائمه على ما تقدّم من فهرست كتب الكراجكي ، وكفى بذلك في جلالته ووثاقته ، وكذلك شهادة المسحي