موسى النوبختي في كتاب الفرق أنّهم أنكروا موت إسماعيل في حياة أبيه وقالوا : كان ذلك على جهة التلبيس من أبيه على الناس ، لأنّه خاف تغيّبه عنهم ، وزعموا أنّ إسماعيل لا يموت حتّى يملك الأرض يقوم بأمر الناس ، وأنّه هو القائم ، هذا مذهب الخالصة منهم . وأمّا الباطنيّة منهم فمقالاتهم أفظع وأشنع ، فزعموا - كما في الكتاب المذكور - أنّ الله عزّ وجلّ بدا له في إمامة جعفر عليه السّلام فصيّرها في محمّد بن إسماعيل ، وزعموا أنّه حيّ لم يمت وأنّه يبعث بالرسالة وشريعة جديدة ينسخ بها شريعة محمّد النبيّ صلَّى الله عليه وآله وأنّه من اولي العزم ، وأولو العزم عندهم سبعة ، نوح وإبراهيم وموسى وعيسى ومحمّد وعليّ صلوات الله عليهما وآلهما ومحمّد بن إسماعيل . وزعموا أنّ الله تبارك وتعالى جعل له جنّة آدم ، ومعناها عندهم الإباحة للمحارم وجميع ما خلق في الدنيا ، وهو قول الله عزّ وجلّ * ( وكُلا مِنْها رَغَداً حَيْثُ شِئْتُما ولا تَقْرَبا هذِه الشَّجَرَةَ ) * موسى بن جعفر بن محمّد وولده عليهم السّلام من بعده من ادّعى الإمامة منهم . وزعموا أنّه خاتم النبيّين الذي حكاه الله عزّ وجلّ في كتابه ، وأنّ جميع الأشياء التي فرضها الله عزّ وجلّ على عباده وسنّه نبيّه وأمر بها فله ظاهر وباطن ، وأنّ جميع ما استعبد إليه العباد في الظاهر من الكتاب والسنّة فأمثال مضروبة وتحتها معان هي بطونها وعليها العمل وفيها النجاة ، وأنّ ما ظهر منها ففي استعمالها الهلاك والشقاء ، وهي جزء من العذاب الأدنى عذّب الله به قوما ، إذ لم يعرفوا الحقّ ولم يقولوا به ، إلى غير ذلك من مقالاتهم الشنيعة التي نسبها إليهم في الكتاب المذكور وغيره من تصانيفهم في هذا الباب . وليس في كتاب الدعائم ذكر لإسماعيل ولا لمحمّد أصلا في موضع منه ، حتّى في