وأمّا الأولى ، فهي ظاهرة في حدّ ذاتها في التعبّد ، لوقوعه في كلام الإمام عليه السّلام ، ولكن ارتباطه بما نحن فيه مبنيّ على جعل قول السائل : إنّا نكون بأرض باردة يكون فيها الثلج . بيانا لحال الاضطرار ، كما في قولك : لو ابتليت بأرض الثلج فما ذا أصنع للسجود ، وأمّا لو أريد به كون بلاده باردة يكثر فيها الثلج وأنّه إن أراد أن يصلَّي في الصحراء مع وجود الثلج فما ذا يصنع ، فهي أجنبيّة عمّا نحن فيه ، إذ هي على هذا من الأخبار الدالَّة على الجواز في القطن والكتّان حال الاختيار ، فإنّه مع تمكَّن السائل من الذهاب إلى المنزل وعدم اضطراره إلى السجود على الثلج ، أجابه بما ذكر ، فلا ربط له بما نحن فيه ، ولا يبعد دعوى ظهورها في هذا الاحتمال ، لما يستفاد من قوله : « إنّا نكون » من الدوام والاستمرار . ولو سلَّم ظهورها في الأوّل نقول : إنّها وإن كان ظاهرها التقييد ، لكن بعد المعارضة بتلك المطلقات الواردة في مقام البيان التي يستبعد التزام التقييد فيها مع شيوع ثياب الصوف والشعر والوبر والجلد يصير الظهور المذكور موهونا . والحاصل أنّه يدور الأمر بين رفع اليد عن المطلقات الواردة في مقام البيان والالتزام بأنّ القيد قد أخّر بيانه عن وقت الحاجة ، وبين رفع اليد عن ظهور القيد في القيديّة للمطلوب الأوّلي إمّا بحمله على بيان أحد الأفراد لقوله : « شيئا » للإشارة إلى أنّ المراد ليس عمومه الشامل لغير الثوب ، بل خصوص الثوب ، وإنّما خصّهما بالذكر لندرة عدم تمكَّن المصلَّي منهما ، وإمّا بحمله على الأفضليّة ، فهو قيد في المطلوب الثانوي ، ولا يخفى أنّ الثاني أرجح من الأوّل . ويؤيّده رواية القاسم بن الفضيل عن أحمد بن عمر « قال : سألت أبا الحسن عليه السّلام عن الرجل يسجد على كمّ قميصه من أذى الحرّ والبرد أو على ردائه