المرتفع كذلك ، وهو غير الشكّ في البقاء والارتفاع في الشخص ، فإنّ هذا الرجل لو ارتفعت الظلمة عن الهواء تبيّن أنّه بشخصه ونفسه معلوم البقاء ، أو بشخصه ونفسه معلوم الارتفاع ، لا بصورة كلَّية أو جزئيّة مردّدة ، فالشكّ في البقاء والارتفاع لا يصدق . نعم مطلق الشكّ صادق ، ولهذا نقول في مثال القطرة المتقاطرة من أحد الإناءين التي مثّلنا بها سابقا بجريان أصالة الطهارة فيه ، وكذلك فيما نحن فيه ، أعني الجلد المحتمل الانتزاع من الحيوان المعيّن المقطوع التذكية أو الحيوان المشخّص المقطوع عدمها بجريان أصالة الطهارة وحلَّية الاستعمالات مثل اللبس ونحو ذلك ، وإن كنّا نتوقّف في الصلاة والبيع لو قلنا بأنّ للميتة عنوانا استقلاليّا مع قطع النظر عن النجاسة في المانعيّة عن الصلاة والبيع ، فلا بدّ في الجلد المذكور من التفرقة بين الصلاة والشراء ممّا يرتبط انعقاده وصحّته وضعا بالتذكية وبين الاستعمالات التي أنيطت بالطهارة ، أو كان المتحقّق فيها صرف الحرمة التكليفيّة ، فالمرجع فيها أصالة الطهارة والحلَّية . ووجه جريان هذين الأصلين مع كونهما مغيّين بالعلم بالخلاف كالاستصحاب ما عرفت من أنّ المانع من جريان الاستصحاب عدم تحقّق صدق الشكّ في الانتقاض والبقاء الذي هو المعتبر فيه في المقام ، وأمّا في الأصلين فالمعتبر مطلق الشكّ وهو موجود بالبديهة ، فإنّه إذا شككنا أنّه هل هو الشخص الذي هو مقطوعنا من جهة الارتفاع أو الشخص الذي هو مقطوعنا من حيث البقاء ، فلا محالة كان هذا الشبح حاله الفعليّة هو الشكّ في الطهارة والنجاسة والتذكية والموت وإن كان لا يصدق فيه الشكّ في انتقاض الحالة السابقة القطعيّة ، لما ذكرنا من أنّ عنوان الشكّ في البقاء والانتقاض غير عنوان الشكّ في أنّه معلوم الانتقاض