الاكتفاء بأوسع من ذلك في حقّ العاجز عن تحصيل تلك الجهة الواقعيّة ، بمعنى أنّهم يوسّعون في مفهوم الاستقبال بالنسبة إلى العاجز بعد حكمهم بما ذكرنا بالنسبة إلى المتمكَّن ، فالعاجز يكون استقباله عبارة عن وقوفه في نقطة يحتمل كونها أقصر الخطوط المتوازية مع الخطَّ الواصل إلى الكعبة المشرّفة ، فهذا عندهم امتثال قطعي لهذا العاجز لا أنّه امتثال احتمالي . ولكن لا يخفى أنّه ليس مجرّد الاحتمال كافيا ولو وسعت دائرته تمام الجهات الأربع ، بل له حدّ مضبوط عندهم ربما يكون مقدار شبر أو أنقص بيسير ، وأمّا المتمكَّن فحاله على خلاف هذا ، فيطلبون منه تحصيل ذلك المعنى المتقدّم ، فراجع العرف في أمرهم باستقبال كربلاء المشرّفة واستقبال كوكب الجدي فمصداقهما عندهم مختلف بالطريق الذي ذكرنا ، هذا مقتضى القاعدة ولو لم يكن لنا خبر الإرجاع إلى الجدي . وأمّا مع ملاحظته فيمكن استفادة الأوسع من هذا الذي ذكر بالنسبة إلى العاجز عن تحصيل النقطة الحقيقيّة المحاذية لأقصر الخطوط ، وذلك لخبر محمّد بن مسلم عن أحدهما عليهما السّلام « قال : سألته عن القبلة فقال عليه السّلام : ضع الجدي في قفاك وصلَّه » [1] . وفي مرسل الصدوق قال : « قال رجل للصادق عليه السّلام : إنّي أكون في السفر ولا أهتدي إلى القبلة بالليل ؟ فقال عليه السّلام : أتعرف الكوكب الذي يقال له : جدي ؟ قلت : نعم ، قال عليه السّلام : اجعله على يمينك ، وإذا كنت في طريق الحجّ فاجعله بين كتفيك » [2] .
[1] الوسائل : كتاب الصلاة ، الباب 5 من أبواب القبلة ، الحديث 1 . [2] الوسائل : كتاب الصلاة ، الباب 5 من أبواب القبلة ، الحديث 2 .