المسألة الرابعة في تحديد وقت المغرب اعلم أنّه قام الإجماع وتواترت الأخبار بأنّ وقت المغرب غروب الشمس ، إلَّا أنّه ورد أخبار كثيرة بأنّ الغروب عبارة عن ذهاب الحمرة المشرقيّة ، وفي بعضها تعليل ذلك بأنّ المشرق مطلّ على المغرب هكذا ، ورفع يمينه فوق يساره ، فإذا غابت هاهنا ذهبت الحمرة من هاهنا . وقد يجمع بين الطائفتين بأنّ الثانية شارحة للمراد من الأولى وأنّ الغروب الذي جعل وقتا يراد به ذهاب الحمرة المشرقيّة ، لا غيبوبة القرص ولو مع عدم ذهابها ، فهذا من قبيل حمل المحكوم على الحاكم والأظهر على الظاهر . لكن قد يستشكل في هذا الجمع بعدم احتياج الغروب إلى التفسير ، فإنّه موضوع مبيّن لدى العرف كالطلوع ، فكما لا يحتاج هو إلى التفسير فكذلك الغروب . والتوجيه بأنّ المراد هو بيان موضوع الحكم لدى الشارع - بمعنى أنّ الغروب وإن كان هو استتار القرص في مقابل الطلوع عرفا ، إلَّا أنّ موضوع الحكم الشرعي ليس إلَّا ذهاب الحمرة المشرقيّة - غير وجيه ، فإنّ مجرّد كون أحد الموضوعين المتغايرين موضوعا للحكم لا يصحّح حمل أحدهما على الآخر واستعمال لفظ أحدهما في الآخر ، بل اللازم إيراد الحكم على الموضوع أعني : الذهاب ، لا إيراده