أوّلا على الاستتار واستعمال لفظه في الذهاب ثمّ القول بأنّ الاستتار هو الذهاب . وأيضا المشرق والمغرب نقطتان متقابلتان في كلّ أفق محاذيتان ، فما معنى كون أحدهما فوق الآخر ومشرفا عليه ، الذي قد ذكر تعليلا لذلك التفسير في بعض الأخبار ؟ قال شيخنا الأستاذ دام ظلَّه : يمكن دفع كلا الإشكالين عن الجمع المزبور . أمّا الأوّل : فللفرق بين موضوعي الطلوع والغروب ، فإنّ المراد بالطلوع هو الظهور ، ولا يقال للجسم : إنّه ظهر وصار بارزا للحسّ إلَّا إذا صار جسمه مشاهدا مرئيّا ، وأمّا الغروب بمعنى السقوط عن مرتبة الظهور بعد ما كان ظاهرا فله مراتب ، أولاها أن يغيب جسمه عن النظر ولو بقي ظلَّه مشاهدا محسوسا ، والثانية غيبوبته بجميعه عينا وأثرا ، مثلا لا يقال : زيد ظهر وطلع بمحض ظهور ظلَّه ، وأمّا إطلاق الاختفاء بعد أن كان ظاهرا فلا يصدق عليه ما دام ظلَّه مرئيّا وإن اختفى بدنه عن النظر ، فالغروب المجعول حدّا للإفطار والصلاة بهذه الملاحظة يصحّ السؤال عن شرحه ، حيث لا يعلم أنّ المراد أيّ مرتبة من اختفاء القرص ، هل الاختفاء العيني الغير المنافي مع بقاء شعاعه وآثاره على الجدران والمنارة والجبال كما هو ظاهر لفظه ، أو أنّه الاختفاء الرأسي عينا وأثرا ، فالأخبار الثانية معيّنة لإرادة الثاني . لا يقال : الظهور والاختفاء متقابلان ، فمتى صدق أحدهما لا يصدق الآخر ، ومتى لم يصدق أحدهما صدق الآخر ، وإذن فإذا خفي جسم زيد فلا يصدق أنّه ظاهر ، فيصدق أنّه مختف ، ولا واسطة بينهما . لأنّا نقول : المعيار هو العرف ، فإنّهم يرون الظهور في ابتداء حدوثه منوطا برؤية الجسم ، وفي مقام الارتفاع والسقوط عن الظهور يزول الاحتياج إلى ارتفاع الجسم والأثر كليهما عن النظر ، ومن أنكر فليراجع وجدانه .