طهارة الجلود المجلوبة من الإفرنج ومن هنا يعلم أنّ المصنوعات الجلديّة المجلوبة من الإفرنج في زماننا هذا ليس الحال فيها بهذا المنوال بعد فرض القطع بأنّه يجلب من بلاد الإسلام جلود ذكيّة إلى تلك البلاد . نعم نقطع بوجود الجلود الغير الذكيّة في بلاد الإفرنج أيضا ، فالمصنوعات غير معلومة أنّها من تلك المقطوعات التفصيليّة كونها مذكَّاة ، أو من تلك الأخرى المقطوعة الخلاف . هذا مضافا إلى محمل آخر لهذا الخبر سيأتي إن شاء الله تعالى ذكره . وأمّا الموثّقة فهي متعرّضة لأصل اشتراط الذكاة واقعا ، لا لحكم الشكّ كما سيأتي أيضا إن شاء الله تعالى . الوجه الثاني : أنّه لا يحرز في المقام اتّصال زمان الشكّ بزمان اليقين ، لاحتمال انقطاعه عنه بتخلَّل زمان القطع ، بخلاف الحالة السابقة ، فلو رجعنا قهقرى يحتمل ورودنا عند انتهاء أزمنة الشكّ في زمان القطع التفصيلي المحفوظ فعلا ، الغير المتبدّل بالشكّ الساري أو الإجمال الساري بخلاف الحالة السابقة ، ويتّضح حال هذا الوجه أيضا بالتأمّل في البيانات السابقة . الوجه الثالث : أنّ المعتبر في الاستصحاب هو الشكّ في البقاء واحتمال الارتفاع بعد القطع بالثبوت في السابق ، والنهي راجع إلى النقض العملي في مورد يحتمل عدم الانتقاض التكويني للحالة السابقة بخلافها ، وهذا ممّا لا شبهة فيه ، وهذا المعنى متحقّق في مورد العلم الإجمالي بنجاسة أحد الإناءين وطهارة الآخر