في طريق مكَّة ؟ فقال : بخّ بخّ تيك أفضل المساجد من بنى مسجدا كمفحص قطاة بنى اللَّه له بيتا في الجنّة [1] .
تبصرة « 1 » الظاهر أن إجازة الإمام عليه السّلام في هذه الروايات من باب بيان حكم الشرع لا من باب الولاية الشرعية ، فما إجازة الإمام عليه السّلام إمّا لأنّه واقع في أطراف الطريق وإمّا لأنّه ليس مانعا من مرور المارة ولا مضرا بهم أصلا ، فما عن الشيخ في المبسوط من أنّ بناءه المسجد في الطريق إن كان بإذن الإمام لم يضمن ما يتلف بسببه لا يخلو عن إشكال إلَّا أن يقال إنّ إذن الإمام من باب الولاية الشرعية وإن كان سببا لإتلاف العابرين أو تضررهم فلا بدّ من أن يوجّه بأنّ نفعه أكثر من ضرره بنظر الإمام عليه السّلام .
تبصرة « 2 » قد عرفت ممّا بيّناه أنّه لا فرق بين أن يكون بناء المسجد في الطريق لمصلحة العامة أم لا ، وإن فرق بينهما صاحب الجواهر وغيره وقالوا : إن بناه لنفسه ضمن .
المسألة « 56 » هل يضمن معلَّم السباحة إذا غرق المتعلَّم ؟
ففيه وجوه بل أقوال :
الأول : ما أفاده الشيخ - رحمة اللَّه عليه - في المبسوط « إذا أسلم ولده إلى السابح ليعلَّمه السباحة فغرق ضمنه لأنّه تلف بالتعليم ، فهو كما لو ضرب المعلَّم الصبي على التعليم فمات ، ولأنّه فرط فيه لأنّه كان من سبيله أن يحتاط في حفظه وإحكام شكوته [2] وملازمة رجله فإذا لم يفعل فقد فرط فعليه الضمان - إلى أن قال : - فإن كان المتعلَّم للسباحة كبيرا فإنّه لا ضمان عليه لأنّ البالغ العاقل متى

[1] الوسائل الباب 8 من أبواب أحكام المساجد من الصلاة ح 6 .
[2] چيزى مانند مشك كه شير وروغن از آن مىكشند وآن وسيلة شنا كردن است .

95