من الدية كما هو كذلك في سائر الأعضاء لا بالقياس بل باستفادة التوزيع عن مجموعها كما لا يخفى على المتتبّع .
المسألة « 123 » اختلف العلماء في حروف المعجم فالمشهور أنّها ثمانية وعشرون حرفا ويدلّ عليه خبر السكوني عن أبي عبد اللَّه عليه السّلام قال : أتى أمير المؤمنين برجل ضرب فذهب بعض كلامه وبقي البعض فجهل ديته على حروف المعجم ، ثمّ قال : تكلَّم بالمعجم فما نقص من كلامه فبحساب ذلك ، والمعجم ثمانية وعشرون حرفا ، فجعل ثمانية وعشرين جزء ، فما نقص من كلامه فبحساب ذلك [1] .
وكذا ما رواه الصدوق عن عبد اللَّه بن سنان عن أبي عبد اللَّه عليه السّلام في رجل ضرب رجلا بعصا على رأسه فثقل لسانه ، فقال : يعرض عليه حروف المعجم فما أفصح منها فلا شيء فيه ، وما لم يفصح به كان عليه الدية وهي ثمانية وعشرون حرفا [2] .
ولكن في بعض الروايات أنّها تسعة وعشرون حرفا مثلا ما رواه حمّاد بن عيسى عن ابن سنان عن أبي عبد اللَّه عليه السّلام قال : إذا ضرب الرجل على رأسه فثقل لسانه عرضت عليه حروف المعجم ، فما لم يفصح به منها يؤدى بقدر ذلك من المعجم يقام أصل الدية على المعجم كلَّه يعطى بحساب ما لم يفصح به منها وهي تسعة وعشرون حرفا [3] .
وكذا غيره من الأخبار إلَّا أنّ عمل الأصحاب على الطائفة الأولى ، ولعلَّه لعدم تأثير قطع اللسان أو الضرب على رأسه في عدم التمكَّن بنطق الألف بخلاف سائر الحروف ، فالدية إنّما تترتّب على الحروف التي يمكن انقطاعها بقطع

[1] الوسائل الباب 2 من أبواب ديات المنافع ح 6 .
[2] الفقيه ج 4 ص 112 ، الوسائل الباب 2 من أبواب ديات المنافع ذيل ح 2 .
[3] الوسائل الباب 2 من أبواب ديات المنافع ح 5 .

199