ضرورة أن الفرق بين الشهادة والاخبار - كما يظهر من الأخبار [1] ، من غير حاجة إلى مراجعة الأقوال ، وأهل الاستدلال - هو أن الاخبار أعم ، ويكون من الاخبار الخبر الكاذب الذي يعرف المخبر بكذب خبره ، بخلاف الشهادة ، فإنها أخص ، لخصوصية لاحقة بالمخبر ، وهي صفة اليقين والعلم الحاصلة للمخبر . وهذا هو المستفاد من آية سورة المنافقين [2] ، فراجع . فما ترى في كلماتهم من الاختلاف ، فكله ناشئ من قلة التدبر في الآثار ، والتفصيل في محل آخر . فبالجملة : قبول الشهادة الشاهدين في هذه المواقف ، الظاهر اعتمادهم فيها على رأي أرباب الخبرة ، يحتاج إلى الدليل ، كقبول شهادتهم المستندة إلى الأصول العملية ، ولذلك قال جمع منهم باعتبار شهادة هؤلاء ، إذا صرحوا بمستندهم حين الشهادة ، حتى يكون من الشهادة ولو كان المشهود أمرا ظاهريا ، وحكما ثانويا . فعلى هذا ، ففي كفاية شهادة الشاهد ولو كان كثيرا في مثل المقام مناقشة ، لعدم دليل على حجية الشهادة ، إلا إذا كان مستندهم مما يعتبر عند العرف والعقلاء ، كما إذا كان إلى إخبار أهل الخبرة ، دون مثل الاستصحاب ، فتدبر . وأما رأي أهل الخبرة ونظر الفنان والمقوم ، فهو ولو كان من الاخبار
[1] وسائل الشيعة 27 : 341 ، كتاب الشهادات ، الباب 20 . [2] المنافقون ( 63 ) : 1 .