ويفيضوا بدورهم لإنارة الطريق لعامّة الناس المتعطشة لأحكام الإسلام العظيمة النيّرة . ومن جملة أبرز من حضر درس الأستاذ واستفاد منه ، آية اللَّه الجوادي الآملي ( دام ظلَّه العالي ) .
كان الشيخ الجوادي الآملي ومنذ نزوله في مدينة قم ( 1334 ه . ش ) يبحث عن الشخصية العلمية التي يمكنها - لما تتّصف به من الفكر الثاقب الجيّاش والمباني العميقة - الغوص في بحر الأحكام والمعارف الإلهية واصطياد اللآلئ واستخراجها دون أن تغرق فيه . فحضر علم الأصول على آية اللَّه الإمام الخميني لسبع سنوات ( 1334 - 1341 ) وقرّر الدرس ، ومجموعة التقريرات وهي في تمام مباحث الأصول بقلمه موجودة ، إلَّا أنّها لم تطبع إلى الآن . وحضر دروس التفسير والحكمة على العلامة الطباطبائي ، مرافقا له منذ نزوله في قم إلى وفاة العلامة ( 1360 ه . ش ) .
وفي حقل الفقه ، فإضافة على ما استفاده في طهران من محضر الشيخ محمد تقي الآملي صاحب كتاب مصباح الهدى ، وفي قم من محضر آية اللَّه العظمى البروجردي ، فقد حضر عن تفحص ونظرة شمولية لأبحاث الفقه ، درس آية اللَّه المحقّق الداماد . وقرّر درس أستاذه عن استيعاب وتفهّم مع ذهن وقّاد وذكاء حاد .
وكان تقريره شاملا لجميع دروس أستاذه طوال فترة حضوره متصلا ، أي ما يقرب ثلاث عشرة سنة . فكانت مباحث : الحج ، الخمس ، الصلاة ، الصوم والاعتكاف ، وبعض مسائل الزكاة ، وقد طبع تقرير مباحث الحج وكذا الصلاة ، كل منهما في ثلاث مجلدات .
ومما هو جدير بالذكر أن طبع مجلدات كتاب الحج كان بالسعي البليغ من جناب آية اللَّه سيّد علي المحقّق الداماد ، ولد فقيهنا آية اللَّه العظمى المحقّق الداماد .
وكان طبع ونشر مجلدات كتاب الصلاة بهمّة المسؤولين المحترمين في ( انتشارات جامعة المدرسين في الحوزة العلمية بقم ) .
ثم إنّ ما يكسب تقرير آية اللَّه الجوادي الآملي قيمة إضافية هو أنه عرض قسما معتدا به من تقرير كتاب الحج وتمام تقرير كتاب الصلاة على أستاذه ، فأيّد ( رحمه اللَّه ) التقرير خلا موارد نادرة أحدث فيها تغييرات جزئية ، وعليه فيكون لهذا الأثر الخالد من ذلك المحقّق ، قيمة على قدر هذا العطاء .

4