تقديم وتقدير بسم اللَّه الرّحمن الرّحيم الفقه هو العلم المتحصّل من متن الدين وواقع المذهب ، والعلم الأكثر حيوية والأجمع لتعاليم الدين الإسلامي ولم يكن اهتمام أهل البيت ( عليهم السلام ) في أيّ عصر قد قصر عن الفقه أو أنّهم قد حطَّوا من قدره ، بل انّهم ج عليهم السلام ) بدأبهم في تعليم وتربية تلاميذ - أصبحوا فيما بعد من أكابر الفقهاء - قد رفعوا علم الفقه بأنفسهم ، إذ الفقه هو العلم القادر على خلق الترابط الوثيق بين الأمة الإسلامية والدين ، وإحكام هذه العلاقة والرابطة . ومن هنا ، فإنّ فقهاء الشيعة - وعلى مرّ العصور - بتحملهم المشاق في تعبيد هذا الطريق ، قد فتحوا باب هذه الرابطة وأخذوا بيد الأمة ، داعين إيّاها للخير والصلاح بهديها نحو هذا المسير . هذا هو الفقه ، إنّه العلم الذي قدّم مع تحقق كماله ظاهرة جديدة وإبداعا مهما ، من جوهر ذاته تحت عنوان ( ولاية الفقيه ) ، إبداع يقدّمه للبشرية جمعاء ليحدث تحولا عالميا في عصر الغيبة ، على يد فقيه عادل مدبّر حاذق متميّز ، وتشرق شمس الإسلام بانجلاء كدورة الجهالة والعصيان . من فقهاء العصر الذين احتفظ بذكر مكانتهم العلمية وحدّة ذكائهم وقوة فهمهم ، عصرنا الحاضر ، هو فقيه مدرسة أهل بيت العصمة ( عليهم السلام ) آية اللَّه العظمى الحاج سيد محمّد الموسوي اليزدي - المعروف بالمحقق الداماد . قضى فقيهنا سنوات من عمره الشريف في قم ، جوار حرم كريمة أهل البيت فاطمة المعصومة بنت موسى بن جعفر ( عليهما السلام ) ، قضاها ماثلا في حقل الفقه والفقاهة ، وقد حضر حلقة درسه أساتذة وأكابر عدة ، ليستفيضوا من نور معرفته