نام کتاب : كتاب الخمس نویسنده : الشيخ الأنصاري جلد : 1 صفحه : 217
الربح التدريجي مع اتحاد زمان التكسب واختلافه ثم إنه إذا حصل ربح بعد ربح ، فإن اتحد زمان التكسب لهما فلا إشكال على المختار من اتحاد أولهما في اتحاد آخرهما ، حتى أنه لو اتفق حصول أرباح متعاقبة مترتبة على التكسب الذي شرع فيه أول رمضان ، واتفق حصول الأخير منها في رمضان المقبل ، كانت آخر السنة آخر حولها ، ولا يجوز أن يوضع منه مؤونة العام المستقبل ، كما لو زرع من الخضروات ما له لقطات متعددة ، أو زرع منها أو من الحبوب أجناسا متعددة تحصل في أزمنة متعاقبة . فإن اختلف زمان التكسب ، فمبدأ حول كل ربح زمان الشروع في تكسبه ، والمؤونة في الزمان المشترك بينهما موزع عليهما ، ويختص كل بمؤونة زمانه المختص به ، فإذا شرع في أول الشتاء بزراعة الحنطة والشعير ، وفي أول الصيف بزراعة الزرع الصيفي كان مؤونته من أول الشتاء إلى أول الصيف ، مخرجه من فائدة زرعه الشتوي ، ومن أول الصيف إلى أول الشتاء الآخر موزعة على كلا الزرعين ، ويخرج حينئذ خمس الشتوي لتمام سنته منه إلى أول الصيف الآخر مخرجة من الصيفي ويخرج حينئذ خمس الصيفي لانقضاء حوله . هذا هو الذي يقتضيه النظر الجليل في الأخبار ، حيث إن المستفاد منها وجوب الخمس في كل مستفاد ، وبعد تقييد ذلك بما بعد المؤونة يصير الحاصل إن كل مستفاد فيه الخمس بعد إخراج مؤونة السنة منه . لكن لا ريب أن مراعاة هذا قد يؤدي إلى الحرج الشديد كما لو أكتسب كل يوم شيئا ، بل كل ساعة شيئا ، فإن مراعاة حول مستقل لكل ربح جديد متعذر أو قريب منه ، وهو منفي بالعقل والنقل ، مضافا إلى السيرة القطعية ، ومع ذلك كله فهو موقوف على كون كل ربح ربح موضوعا وموردا
217
نام کتاب : كتاب الخمس نویسنده : الشيخ الأنصاري جلد : 1 صفحه : 217