بريد أوطاس . الا ان يقال بعدم دخول الغاية في المغيا ( بناء على جريان البحث عن دخول الغاية في المغيا وعدمه فيما عبر بلفظة ( أخر ) أيضا لا بنحو كلمة الى ) أو يكون المراد من بريد أوطاس المعدود آخر العقيق غير نفس أوطاس الذي صرح بأنه ليس منه . وفي مرسلة الصدوق عن الصادق ( ع ) : وقت رسول اللَّه ( ص ) لأهل العراق العقيق واوله المسلخ ووسطه غمرة وآخره ذات عرق وأوله أفضل [1] ولا يبعد ان ابن بابويه ره قد استفاد ذلك من رواية أبي بصير المتقدمة الدالة على ان أوله المسلخ وآخره ذات عرق ولا ريب في ان أفضلية الأول مستلزم لتحقق أصل المبدأ وهو الفضل فيما عداه مع كونه أفضل ولكن ذلك منفي بالنسبة إلى الحد الأخر وهو ذات عرق إذ ليس فيه الا الإجزاء . نعم يتم ذلك بالنسبة إلى غمرة الا ان يقال بخروج ذات عرق لعدم دخول الغاية في المغيا فعليه يتم الحمل على مراتب الفضل . فيدور الجمع بين نصوص الباب المختلفة في التحديد اما بالحمل على الاجزاء فيجزي بعض الحدود دون بعض واما بالحمل على مراتب الفضل مع اجزاء جميع ما ذكر في الحد ، فعلى الحمل الأول يقع التعارض بين ما يدل على ان أوله المسلخ وبين ما يدل على ان أوله بريد البعث لدلالة الأول على عدم الاجزاء مما قبله فيشمل بريد البعث المتقدم عليه بستة أميال مما يلي العراق بخلاف ما لو حمل على مراتب الفضل إذ يصح الإحرام من بريد البعث كما يصح من المسلخ الا انه أفضل من ذاك . كما انه يمكن ان لا يكون المقصود من الروايات المحددة للعقيق من الأول والوسط والأخر هو بيان الحكم الشرعي بالنسبة الى كل من تلك الحدود الثلاثة بل كان بصدد بيان ما هو العقيق بحسب حده خارجا واما حده بحسب الميقات فيمكن ان لا يكون الا بطنه ووسطه فيكون ذكر الأول والأخر من باب المقدمة حتى يتضح البطن مثلا وليس لها ظهور قوى لا يتطرق حوله الاحتمال . وكيف كان فمركز التعارض موردان ، أحدهما في الأول من حيث دلالة
[1] الوسائل - أبواب المواقيت - الباب 2 - الحديث - 9