المتأخرين لا تغني من الحق شيئا . وتوهم : أن الشهرة القديمة مثلها ، ساقط جدا ، ضرورة أن هؤلاء الأعلام - إما لاطلاعهم على وثاقة الرواة ، أو القرائن - اتكلوا عليها ، وحيث هي غير معلومة لا يلزم طرحها . وتوهم انتقاضها بالشهرة الفتوائية المستندة إلى الرواية الواصلة غير الدالة عليها ، فإنهم لا يعتنون بهم فيها ، فكيف بنوا على العمل بآرائهم في السند دون الدلالة ؟ ! مع أن من المحتمل اتكالهم على بعض القرائن الواصلة إليهم . ولو قيل : إنها لو وصلت إلينا ربما لا تدل على شئ . قلنا : الأمر كذلك في السند . غير تام ، لأن أمر السند دائر بين أمرين : وثاقة الرواة ، ووجود القرائن ، وأمر الدلالة يدور على الثاني فقط . اللهم إلا أن يقال : بأن الدوران لا ينفع شيئا ، فإن من المحتمل اتكالهم على القرائن غير الكافية ، فلا يثبت اعتبار السند بالعمل . أقول : في المسألة تفصيل خارج عن وضع الكتاب ، ومن شاء الاطلاع عليه فليراجع مباحثنا الأصولية [1] .