نام کتاب : فقه المصارف والنقود نویسنده : الشيخ محمد السند جلد : 1 صفحه : 26
التي تتعهّد الدولة في مقابلها بالقيام بخدمات خاصّة ، فإنّ الماليّة في مثل هذه الأشياء ليست ذاتيّة ، بل تكون جعليّة ، وبسبب ذلك التعهّد من قِبل الدولة يبذل الفرد بإزائها مالاً وتحصل لديه الرغبة في الحصول عليه . 2 - تحصل لبعض الأشياء ماليّة جعليّة بتعهّد شخص ما ، أو جهة خاصّة ، بأن يكون مديناً بإزاء من يحمل ذلك الشيء ، ويمثّلونه في الزمن القديم أن يقوم تاجر معروف مقبول عند الأكثر بإصدار أوراق خاصّة تحمل إمضائه ، فيتعامل بها وتكون مورد قبول الآخرين ، ويتعهّد التاجر بأنّ من يحمل ذلك الورق يدفع له نفس المبلغ المرقوم فيه ، فهذا الورق تصبح له ماليّة جعليّة لأنّه وثيقة دين . 3 - ما لا يكون وثيقة على شيء آخر ، بل اعتبر بنفسه مالاً ، فالمعتبر قد اعتبر أنّ هذا الشيء بنفسه يكون مالاً . والفرق بين هذا وما قبله : أنّ ما قبله شيء عرضت له صفة الماليّة ، فتسمّى ورقة ذات صفة ماليّة ، وأمّا هذا فيكون عين المال لا حاكياً عن المال . وإذا أردنا أن نبيّن كيفيّة نشأة مثل هذه الماليّة الإعتباريّة فنقول : إنّ العقلاء احتاجوا منذ قديم الأيّام إلى معاوضة السلع بعضها ببعض ، نتيجة اختلاف احتياجاتهم ، وحيث أنّ مسألة تبادل السلع بالسلع تصادمت بموانع مختلفة ومرّت به مراحل صعبة فاحتاجوا إلى جعل شيء ما يكون هو الميزان الذي تقيّم الصفات الموجودة في كلّ سلعة على أساس ذلك الميزان والمعيار . واختيار هذا الميزان كان يرجع إلى ظروف كلّ مجتمع ، فقد يكون حصيلاً زراعيّاً أو ما شابهه ، وهم عندما يجعلون ذلك ميزاناً لا تكون ذاته هو الميزان ، بل درجة الماليّة التي فيه هي الأساس ، ومع تطوّر الاحتياج وازدياد الحاجة ، وكثرة المبادلات لجأ الإنسان إلى طريقة مستحدثة ، وهي جعل النقود التي تحمل ذات الماليّة ، وتكون وحدة قياسيّة ماليّة ، وهذه الوحدة - سواء كانت من نحاس أو ذهب أو فضّة أو ورق - فإنّها تحمل ذات الصفة ، مع فرق أنّ الذهب والفضّة لهما ماليّة غير تلك
26
نام کتاب : فقه المصارف والنقود نویسنده : الشيخ محمد السند جلد : 1 صفحه : 26