منتهى الخف والحافر » . وكانت ردود الفعل من قبل رؤساء الدول على نداء النبي ( صلى الله عليه وآله ) التبليغي متفاوتاً ، فبعضهم استجاب لندائه العالمي الرباني ، مثل : النجاشي الذي استجاب لدعوة التوحيد وتشرف بالدين الجديد ، وأرسل هدية أيضاً إلى النبي ( صلى الله عليه وآله ) . ولكن البعض الآخر أصر على تكبره وتجبره من قبول دعوة التوحيد ، والاستخفاف بنداء النبي ( صلى الله عليه وآله ) ، مثل خسرو برويز ملك إيران حتى بعث إليه ( صلى الله عليه وآله ) برسالة تهديد . والبعض الآخر كان متردداً في هذا الأمر ، بين قبوله أو رفضه ، مثل قيصر والمقوقس ، اللذين كانا يخشيان ملتهما . كما بعث رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) برسائل أخرى إلى رؤساء القبائل والشيوخ ، وأدت النتيجة إلى انتصاره ( صلى الله عليه وآله ) وبسط دولته العادلة ونفوذه على جميع أراضي الجزيرة العربية ، وكانت قبائل العرب تأتي إليه ( صلى الله عليه وآله ) جماعات جماعات وأفواج أفواج معلنين عن استقبالهم لدين الإسلام والانضمام تحت راية التوحيد ، كما قال تعالى : * ( بِسْمِ الله الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ * إِذا جاءَ نَصْرُ الله والْفَتْحُ * ورَأَيْتَ النَّاسَ يَدْخُلُونَ فِي دِينِ الله أَفْواجاً * فَسَبِّحْ بِحَمْدِ رَبِّكَ واسْتَغْفِرْهُ إِنَّهُ كانَ تَوَّاباً ) * [1] . ومن هنا يعرف أن دعوة الإسلام عالمية حيث يمكن تلخيص روح الرسالة الإسلامية في شعار التوحيد وهو « لا إله إلا الله » وهذا سر علو الإسلام وعطائه العالمي . ولا ريب في أن أساس العقيدة الإسلامية المتمركزة في ذلك الشعار الخالد يمتلك أروع وأقوى إمكانية على المدى المتواصل عالميا .