ثم إن انتشار الإسلام وبسرعة فائقة ، ورغبة ملحة من الشعوب ، في أكثر مناطق المعمورة ، هو مصداق بارز للعولمة الإسلامية التي تنسجم مع فطرة الإنسان ، وبكل أبعادها الفكرية والثقافية ، والدينية والتعبدية ، والسياسية والعسكرية ، والاقتصادية والتجارية ، وغير ذلك من الأبعاد الحيوية الأخرى . ولقد حاربت كل من الإمبراطوريتين : الفرس والروم ، الإسلام والمسلمين ، وأخذت تجاهه مواقف عدائية ، ورفضت الدين الجديد ، والحضارة الجديدة ، وذلك بدوافع من الخوف على معتقداتهم وإن كانت سقيمة ، والحذر من فقدان ما تركه لهم الآباء والأجداد وإن كان هشاً ، فحرموا بذلك أنفسهم وشعوبهم رحمة الإسلام وعدله ، حيث إنهم لم يعيروا أهمية للثقافة الإسلامية ، ولا للمعلومات الحضارية ، ولا للقوانين السماوية التي جاء بها الإسلام لإسعاد الإنسان وإرغاد عيشه ، وإعزاز شخصه فرداً ومجتمعاً .