أبان أما تعلم أن الله قد ذكر المؤثرين على أنفسهم ؟ قلت : بلى جعلت فداك . قال : إذا أنت قاسمته فلم تأثره بعد تؤثره إذا أنت أعطيته من النصف الآخر » [1] . وعن عيسى بن أبي منصور قال : كنت عند أبي عبد الله ( عليه السلام ) أنا وابن أبي يعفور وعبد الله بن طلحة فقال ابتداءً منه : « يا ابن أبي يعفور قال رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) : ست خصال من كن فيه كان بين يدي الله عز وجل وعن يمين الله . فقال ابن أبي يعفور : وما هن جعلت فداك ؟ قال : يحب المرء المسلم لأخيه ما يحب لأعز أهله ، ويكره المرء المسلم لأخيه ما يكره لأعز أهله ، ويناصحه الولاية . فبكى ابن أبي يعفور وقال : كيف يناصحه الولاية ؟ قال : يا ابن أبي يعفور إذا كان منه بتلك المنزلة بثه همه ، ففرح لفرحه إن هو فرح ، وحزن لحزنه إن هو حزن ، وإن كان عنده ما يفرج عنه فرج عنه ، وإلا دعا الله له » [2] . وعن محمد بن عجلان قال : « كنت عند أبي عبد الله ( عليه السلام ) فدخل رجل فسلم ، فسأله : كيف من خلفت من إخوانك ؟ قال : فأحسن الثناء وزكى وأطرى . فقال له : كيف عيادة أغنيائهم على فقرائهم . فقال : قليلة . قال : فكيف مشاهدة أغنيائهم لفقرائهم ؟
[1] مصادقة الإخوان : ص 40 - 39 باب حقوق الإخوان بعضهم على بعض ح 2 . [2] الكافي : ج 2 ص 172 باب حق المؤمن على أخيه وأداء حقه ح 9 .