وعليه : فلا يمكن قبول فكرة هيمنة الأسواق بصورة مطلقة على عملية العولمة ، ليكون الربح وحده هو أساسها في غياب من الاعتبارات الإنسانية وحقوق الإنسان وكرامته . وكذلك لا يمكن أيضاً قبول فكرة استخدام علاقات القوة السياسية لفتح الأسواق العالمية قسراً وغزوها قهراً من دون مراعاة القوانين الإنسانية الإسلامية كقانون لا ضرر وما أشبه . مثلاً : نرى المستعمرين من الغربيين يدعمون الزراعة في بلادهم وبشكل جامع وصورة تامة ، ولكنهم لا يترددون في تحطيم زراعة الدول الأخرى وتدميرها بالكامل ، وذلك من خلال ضغط السوق المفتوحة وغيره ، مما يزيد من تبعية هذه الدول ، ويؤثر بالتالي على حقوق هذه الشعوب ، ويزيد في معاناتها من الفقر والحرمان ، والجهل والأمية . المسألة الثانية مسألة : أن تجاهل آليات السوق أو القفز فوقها ليس بصحيح وغير ممكن ، إذ تصور أن قوى السوق أو العلم والتقنيات هي التي ستوفّر لنا بطبيعتها التوازنات التي لا نستطيع نحن من تحقيقها ، تصور غير صائب ، وذلك لأن السوق والعلم والتقنيات وإن كان لها وبكل تأكيد قوة عظيمة وتأثيرات كبيرة لا يمكن إنكارها ، إلا أن علينا أن نعرف أنها مجرد أدوات ، وأنها فقط وسيلة وليست غاية وهدفاً في حد ذاتها ، كما أصبح النظر إليها الآن كذلك ، وذلك بعد أن فرضها أصحابها بقسر على المجتمعات البشرية ، وتسببت في خلق مشاكل عاتية ، وأزمات قاسية ، لا يعرف أحد لها مخرجاً ولا منجى منها إلى هذا اليوم ، وهي كثيرة نشير إلى بعض منها :