أمريكا ومقاليد العولمة الجديدة مسألة : يلزم أن تعي الأمة الإسلامية ما يدور حولها حتى لا تهجم عليها اللوابس ، ففي الحديث الشريف : « العالم بزمانه لا تهجم عليه اللوابس » [1] . وفي هذا الزمان أضحت مقاليد أبواب العولمة وأدواتها الرئيسية بيد الغرب وأمريكا بالذات ، وهذه الأدوات والمقاليد تتخذ وسيلة لبلوغ الأهداف ، وحيث إن منطق الاستعمار : الهدف يبرر الوسيلة ، فلا تورع عن أن تكون الوسيلة غير إنسانية ولا أخلاقية ، ومن هذا المنطلق فإن الأدوات قد تكون عسكرية وسياسية تارة ، واقتصادية وتقنية تارةً أخرى ، وفكرية وثقافية ثالثة ، بل وقد تكون عبارة عن مراكز البحث والتحقيق أحياناً ، وربما مراكز الخدمات الاجتماعية ، فإن معظم مراكز البحث تكون مركزة وموجهة إلى بحث الأفضل ، واختيار الأمثل ، في هذا الاتجاه ، ولا يخفى ما لهذا من الآثار الكبيرة ، والنتائج المهمة . لكني مع ذلك أشكك في بقاء هذا النظام لمدة طويلة ولو نسبيا ، وقد ذكرت هذا المعنى في كتاب أسميته : ( الغرب يتغير ) وذكرت فيه : بأن كل شيء يكون خلاف الفطرة والعقلانية لا ينتهي إلى نتيجة محمودة ، وأن الخزي والزوال في انتظاره ، رغم ما يكون له من جولة ، كما في الحديث الشريف : « للحق دولة وللباطل جولة » . وقد ذكرت في كتاب سابق [2] كتبته حول مصير الاتحاد السوفيتي ونظامه الشيوعي الاشتراكي الذي هو خلاف الفطرة والعقلانية وقلت فيه آن ذاك : بأنه في
[1] الكافي : ج 1 ص 26 كتاب العقل والجهل ح 29 . [2] هو كتاب : ( ماركس ينهزم ) .