جملة تلك المشاكل : العجز في الميزان التجاري ، وخصوصاً بالنسبة إلى بلدان شرق آسيا الفائق على مائة وستين مليار دولار في السنة . وكذلك المعاناة من ديون دولية متراكمة تزيد الألف مليار دولار . وهناك مشاكل أخرى عديدة تنذر سلامة الاقتصاد الأمريكي بالخطر ، ومن أهمها : تصادم النظام الرأسمالي الموجود في الغرب مع الفطرة السليمة ، والعقلانية الإنسانية ، لأنها تسخّر الإنسان في خدمتها ، بينما النظام الاقتصادي الإسلامي يسخّر كل شيء لخدمة الإنسان مع الحفاظ على الملكية الفردية . إن العجز في الميزان التجاري الأمريكي ، كان من أسباب نمو الاقتصاد الصيني وازدهاره ، كما وادي إلى توسع الاستثمارات الأجنبية في أمريكا من قبيل الصين واليابان ، وقد غزت بضائعهما الأسواق الأمريكية ، وكذلك أدى إلى شراء اليابان كثيراً من المؤسسات الصناعية والاقتصادية والخدماتية ، والعقارات وغيرها من قطاعات الاقتصاد الأمريكي ، مضافاً إلى ما كان لليابان من مبالغ كبيرة تتألف من ملايين الدولارات على أمريكا ، وديون خارجية أخرى يتجاوز مجموعها عن ألف مليار دولار ، كانت أمريكا مدينة بها لدول أخرى إضافة إلى اليابان ، وكل هذه المشاكل الاقتصادية الصعبة تشكل خطراً مستقبلياً على سلامة الاقتصاد الأمريكي ، فإنه وإن كان لأمريكا إمكان تحمل هذه الديون الباهظة نظراً إلى إجمالي الناتج القومي الأمريكي ، الذي يقرب من أربعة آلاف مليون دولار ، إلا أن هذه الديون وتلك المشاكل الخانقة سوف تبقى عائقاً للنمو السريع والازدهار القريب . ومن هذا وأمثاله يظهر أن السيطرة الأمريكية على النظام الجديد ، وموقعها البارز في الاقتصاد العالمي ليست حتمية غير قابلة للنفوذ ، فيمكن مقابلته بالأساليب الصحيحة .