حوض الباسفيك ، المطلَّة على المحيط الهادي ، وستشكل قوّة اقتصادية كبيرة في المستقبل غير البعيد ، وذلك لأنها شهدت ارتفاعاً هائلاً في إجمالي ناتجها القومي ، وإذا أضيف إليها اليابان فإن إجمالي ناتجها القومي سيحتل نسبة عشرين في العشرة من إجمالي ناتج العالم ، بعد أن كانت النسبة لا تتجاوز ثمانية من عشرة في السبعينات ، وستة عشر من عشرة في التسعينات . أمّا الأقطاب السياسية الاقتصادية الإقليمية ، وأبرزها في منطقة الشرق الأوسط هي الدول الإسلامية ، بالنظر لوضعها السياسي الخاص الذي سيبقي ساخناً في المستقبل القريب على الأقل ، وذلك على العكس من مناطق شرق آسيا ووسط جنوب إفريقيا وأمريكا اللاتينية ، التي فرضت عليها أوضاع مستقرة إلى حدّ كبير ، حيث إنها ستكيّف وضعها الداخلي ، وعلاقاتها الخارجية وفقاً للمعادلة الاقتصادية للنظام العالمي ، الأمر الذي يجعل وضعها السياسي مستقراً في الداخل ، بعد أن تضطرّ ولو بنسبة إلى تبنّي نظم الديمقراطية الغربية ، كما حصل في البرازيل ، وهندوراس ، وشيلي ، التي استبدلت فيها الأنظمة العسكرية بأنظمة مدنيّة ، ابتداءً من أواخر العام المنصرم ، وسيكون القطب الأبرز في الشرق الأوسط هو : القوة الإسلامية التي تقودها بلاد إسلامية وتتمتع بامتدادات سياسية واسعة ، وموارد اقتصادية هائلة ، وقوّة عسكرية آخذة في التطور . ولكن الدول الإسلامية إذا أرادت العزة والقوة فإنها ليست عند الغرب ، بل : * ( لِلَّهِ الْعِزَّةُ ولِرَسُولِهِ ولِلْمُؤْمِنِينَ ) * [1] ، ولا تكون لهم العزة إلا بالرجوع إلى القوانين الإسلامية العالمية التي بينها القرآن الكريم وطبقها رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) والإمام أمير المؤمنين ( عليه السلام ) . قال تعالى : * ( الَّذِينَ يَتَّخِذُونَ الْكافِرِينَ أَوْلِياءَ مِنْ دُونِ الْمُؤْمِنِينَ أَيَبْتَغُونَ