العولمة والنظام العالمي الجديد مسألة : النظام العالمي الجديد الذي سبّب العولمة الغربية يترتب بالدرجة الأولى على : الأقطاب الاقتصادية ، وبعد ذلك على الأقطاب المسلحة ، كأوروبا الموحّدة التي كان إجمالي ناتجها القومي المتوسط قرابة خمسة آلاف مليار دولار في سنة 2000 م ، وحصتها من التجارة العالمية ثمانية عشر من عشرة ونفوسها ثلاثمائة واثنين وعشرين مليون نسمة ، ووصلوا في نهاية القرن الحالي إلى أربعمائة مليون نسمة تقريبا . هذا بالنسبة إلى أوروبا الموحّدة ، وأما بالنسبة إلى الولايات المتحدة الأمريكية ، فإن إجمالي ناتجها القومي يعادل قرابة أربعة آلاف مليار من الدولارات ، وحصتها سبعة عشر من عشرة من التجارة العالمية ، ونفوسها ما يقرب من ثلاثمائة مليون نسمة . ثم بعد ذلك يأتي دور اليابان ، وإجمالي ناتجها القومي مائتا مليار دولار ، وحصتها تسعة من عشرة من التجارة العالمية ، ونفوسها مائة وثلاثون مليون نسمة ، ومعنى ذلك : إن اليابان وألمانيا اللتين خسرتا الحرب العالمية الثانية ستكونان أقوى من أيّ وقتٍ مضى ، حيث إنهما حسمتا ناتج الحرب الباردة لصالحهما ، وبرزتا كقوتين اقتصاديتين وقوّتين تكنولوجيتين عظيمتين ، خصوصاً وإنّ ألمانيا قد اتحد شطراها . وبعد هذه البلدان الثلاثة يأتي دور الأقطاب الاقتصادية الإقليمية ، وأبرزها دول جنوب شرق آسيا ، والسوق المشتركة بينهم ، وهي : كوريا الجنوبية وتايوان ، وهونغكونغ ، وسنغافورة ، وماليزيا ، وتايلندا ، وهي الدول المعروفة اليوم بدول