responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : فقه العولمة نویسنده : السيد محمد الحسيني الشيرازي    جلد : 1  صفحه : 197


زوال ، وهي بين أهلها دول وسجال ، لا تدوم أحوالها ولا يسلم من شرها ، بينا أهلها منها في رخاء وسرور إذ هم منها في بلاء وغرور ، أحوال مختلفة وتارات متصرفة ، العيش فيها مذموم والرخاء فيها لا يدوم ، وإنما أهلها فيها أغراض مستهدفة ، ترميهم بسهامها وتقصمهم بحمامها وكل حتفه فيها مقدور وحظه منها موفور واعلموا عباد الله أنكم وما أنتم فيه من هذه الدنيا على سبيل من قد مضى ممن كان أطول منكم باعا وأشد منكم بطشا وأعمر ديارا وأبعد آثارا ، فأصبحت أصواتهم هامدة خامدة من بعد طول تغلبها وأجسادهم بالية وديارهم خالية وآثارهم عافية ، فاستبدلوا بالقصور المشيدة والستور والنمارق الممهدة الصخور والأحجار المسندة في القبور التي قد بني للخراب فناؤها فمحلها مقترب وساكنها مغترب بين أهل عمارة موحشين وأهل محلة متشاغلين لا يستأنسون بالعمران ولا يتواصلون تواصل الجيران والإخوان على ما بينهم من قرب الجوار ودنو الدار وكيف يكون بينهم تواصل وقد طحنهم بكلكله البلى وأكلتهم الجنادل والثرى فأصبحوا بعد الحياة أمواتا وبعد غضارة العيش رفاتا ، فجع بهم الأحباب وسكنوا التراب وظعنوا فليس لهم إياب ، هيهات هيهات : * ( إِنَّها كَلِمَةٌ هُوَ قائِلُها ومِنْ وَرائِهِمْ بَرْزَخٌ إِلى يَوْمِ يُبْعَثُونَ ) * [1] فكان قد صرتم إلى ما صاروا إليه من البلى والوحدة في المثوى وارتهنتم في ذلك المضجع وضمكم ذلك المستودع فكيف بكم لو قد تناهت الأمور وبعثرت القبور وحصل ما في الصدور ووقفتم للتحصيل بين يدي ملك جليل فطارت القلوب لإشفاقها من سالف الذنوب وهتكت عنكم الحجب والأستار وظهرت منكم العيوب والأسرار هنالك : * ( تُجْزى كُلُّ نَفْسٍ بِما كَسَبَتْ ) * [2] إن الله عز وجل يقول : * ( لِيَجْزِيَ الَّذِينَ أَساؤُا بِما عَمِلُوا ويَجْزِيَ



[1] سورة المؤمنون : 100 .
[2] سورة غافر : 17 .

197

نام کتاب : فقه العولمة نویسنده : السيد محمد الحسيني الشيرازي    جلد : 1  صفحه : 197
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست