من صبار كريم فإنما هي أيام قلائل ألا إنه حرام عليكم أن تجدوا طعم الإيمان حتى تزهدوا في الدنيا » [1] . وقال أبو عبد الله ( عليه السلام ) : « أوحى الله إلى موسى ( عليه السلام ) أن عبادي لم يتقربوا إلى بشيء أحب إلى من ثلاث خصال ، قال موسى ( عليه السلام ) : وما هي ؟ قال : يا موسى الزهد في الدنيا والورع عن المعاصي والبكاء من خشيتي ، قال موسى ( عليه السلام ) : يا رب فما لمن صنع ذلك ؟ فأوحى الله إليه : يا موسى أما الزاهدون فأحكمهم في الجنة ، وأما البكاؤن من خشيتي ففي الرفيع الأعلى ، وأما الورعون عن المعاصي فإني أناقش الناس ولا أناقشهم » [2] . وقال أمير المؤمنين في نهج البلاغة : « لولا حضور الحاضر وقيام الحجة بوجود الناصر وما أخذ الله على العلماء أن لا يقاروا على كظة ظالم ولا سغب مظلوم لألقيت حبلها على غاربها ولسقيت آخرها بكأس أولها ولألفيتم دنياكم هذه أزهد عندي من عفطة عنز » [3] . وفي النهج أيضا : « ولقد كان في رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) كاف لك في الأسوة ودليل لك على ذم الدنيا وعيبها وكثرة مخازيها ومساويها » [4] . وقال ( عليه السلام ) في ذم الدنيا في خطبة خطبها : « اعلموا أنكم ميتون ومبعوثون من بعد الموت وموقوفون على أعمالكم ومجزون بها ، : * ( فَلا تَغُرَّنَّكُمُ الْحَياةُ الدُّنْيا ) * [5] فإنها دار بالبلاء محفوفة ، وبالعناء معروفة ، وبالغدر موصوفة ، وكل ما فيها إلى
[1] مستدرك الوسائل : ج 12 ص 44 - 43 ب 62 ح 13470 . [2] مكارم الأخلاق : ص 316 ب 10 ف 3 في البكاء . [3] نهج البلاغة ، الخطب : 3 من خطبه له ( عليه السلام ) وهي المعروفة بالشقشقية . [4] نهج البلاغة ، الخطب : 160 من خطبة له ( عليه السلام ) . [5] سورة لقمان : 33 .